أين اختفت أحزاب التغيير؟ ولماذا صمتت وهي ترى الشعب يُذبح جوعاً؟!
قبل 6 دقيقة
في عام 2011م، خرجت بعض الأحزاب بكل قوتها إلى الشوارع، دفعت بجماهيرها إلى الساحات، ورفعت شعارات الحرية والعدالة وإسقاط النظام. أوهمت الناس حينها أن همها الأول هو الشعب، وأن معركتها هي ضد الفساد والاستبداد
.
لكن اليوم، وبعد أن وصل الوضع إلى الحضيض، بل إلى ما هو أسوأ بمليون مرة من قبل 2011م، اختفت تلك الأحزاب. اختفت كما تختفي الذئاب بعد أن تشبع من فريستها. فالشعب لم يعد يطالب بـالحرية فقط، بل يطالب بلقمة العيش. الناس اليوم تموت من الجوع، تنهار تحت الفقر، تعيش بلا أمن، بلا قانون، بلا دولة. الوضع كارثي بكل المقاييس، والغلاء تضاعف آلاف المرات، والظلم أصبح أسلوب حكم، والعبث أصبح نظاماً للحكام.
ومع ذلك، لا صوت يُسمع، ولا حراك يُرى، ولا حزب واحد من تلك الأحزاب حرك ساكناً. لماذا؟ لأنهم اليوم في مواقع السلطة، يقتاتون من معاناة الناس، ويستثمرون في فوضى البلاد. لأن هذا الوضع، برغم مآسيه، يخدم مصالحهم الضيقة، ويديم نفوذهم الهش المبني على حساب دماء الفقراء والمقهورين.
تلك الأحزاب لم تكن يوماً صوت الشعب، بل كانت تركب موجته. وحين وصلت إلى الشاطئ، رمت القارب بمن فيه. لم تكن تبحث عن قضايا الوطن، بل عن مكاسب وصفقات. اليوم، ترفض أن تحشد الجماهير لأنها تخشى أن تنقلب عليها. تخشى أن يسألها الناس أين وعودكم؟ أين أنتم من معاناتنا؟ بل تخاف أن تدفع ثمن صمتها وخيانتها.
إن ما نشهده اليوم ليس فقط خيانة للشعب، بل جريمة بحق هذا الوطن. وما لم ينهض الناس بأنفسهم، ويكسروا هذا الحصار السياسي، فلن تتغير الأحوال. فالأحزاب التي صمتت على جوع الناس لا تستحق أن تتحدث باسمهم، والأيادي التي كانت ترفع الشعارات كذباً، لا يجب أن تُمدّ اليوم لقيادة أي تغيير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news