اعتراف بريطاني نادر: المنظمات الإنسانية حرفت الموقف الدولي لصالح الحوثيين

     
خطوط برس             عدد المشاهدات : 61 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
اعتراف بريطاني نادر: المنظمات الإنسانية حرفت الموقف الدولي لصالح الحوثيين

قال السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن، إدموند فيتون براون، إن الضغوط التي مارستها منظمات إنسانية مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وأوكسفام والعفو الدولية ساهمت في تغيير منحى موقف المجتمع الدولي من النزاع في اليمن، على نحو صبّ في مصلحة الحوثيين.

وفي مقال نشره منتدى الشرق الأوسط، وجه الدبلوماسي البريطاني انتقادات لاذعة للمجتمع الدولي على خلفية تعامله مع الصراع اليمني، مؤكداً أن الاستجابة الدولية التي كانت "صحيحة ومتماسكة" في بدايتها عام 2014، انحرفت تدريجياً لتنتهي بما وصفه بـ"الاتفاق المشين" في ستوكهولم نهاية عام 2018، الذي منح الحوثيين فرصة لابتزاز العالم.

وقال فيتون-براون، الذي شغل منصب السفير في اليمن بين عامي 2015 و2017، إن القرار الأممي رقم 2140 الصادر في نوفمبر 2014، قد شخص بدقة التهديدات التي كانت تواجه اليمن، وفرض عقوبات على الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقيادات حوثية، في وقت كانت فيه الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة عبد ربه منصور هادي تحظى بدعم واضح من المجتمع الدولي، باستثناء إيران.

وأضاف أن صالح والحوثيين تحالفوا لأهداف سلطوية بحتة، وعارضوا مخرجات الحوار الوطني الذي كان يهدف إلى إرساء دولة مدنية شاملة، فيما ظل هادي ملتزماً بمسار سلمي يدعم إشراك كل مكونات اليمن، بمن فيهم الحوثيون.

وأشار السفير الأسبق إلى أن تدخل السعودية عسكرياً في مارس 2015 جاء بناءً على طلب رسمي من الحكومة اليمنية، ووفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بحق الدفاع عن النفس، مشيراً إلى أن الحوثيين وصالح كانوا يسعون للاستيلاء على الحكم بشكل غير قانوني، ويمثلون أقلية لا تعكس التنوع اليمني، خاصة وأن جماعة الحوثي ذات طابع طائفي وتتبنى مواقف عدائية ضد الأغلبية السنية في البلاد.

وانتقد فيتون-براون ما وصفه بـ"سيطرة الرؤية الإنسانية الضيقة" على السياسات الغربية تجاه اليمن، خاصة في أروقة وزارات التنمية الدولية والمنظمات الإغاثية الكبرى، والتي مارست نفوذاً فاق أحياناً تأثير وزارات الخارجية، ودفعت باتجاه الضغط لتقييد العمليات العسكرية ضد الحوثيين.

وقال إن تحالف منظمات مثل أوكسفام، والعفو الدولية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، شكّل ما وصفه بـ"اللوبي الإنساني"، والذي مارس ضغوطاً شديدة على مجلس الأمن الدولي، إلى حد دفعه لتقديم استثناءات إنسانية حتى في أنظمة العقوبات المفروضة على جماعات مثل تنظيم داعش.

وأضاف فيتون-براون أن هذا اللوبي كان أكثر حساسية للغارات الجوية السعودية من انتهاكات الحوثيين، التي شملت التعذيب والاعتقالات التعسفية والقتل، وأن تغطية وسائل الإعلام الغربية لهذا التوازن المختل كانت "منحازة وغير دقيقة".

وتابع أن موقف العواصم الغربية، ومنها لندن وواشنطن، بدأ يتراجع تدريجياً أمام ضغوط الرأي العام والمنظمات، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جون كيري، وبتأثير من سلطنة عُمان، تبنّى نهجاً أكثر تصالحية مع الحوثيين، وسعى للتوصل إلى تسوية بأي ثمن.

وأضاف أن محادثات الكويت في 2016 أظهرت كيف أن المجتمع الدولي أصبح ميّالاً لتلبية شروط الحوثيين بالكامل، بينما لم يظهر الأخيرون أي التزام جاد بالحلول التفاوضية.

وأشار إلى اتفاق ستوكهولم في ديسمبر 2018، والذي قال إنه منح الحوثيين موطئ قدم على الساحة الدولية، وسهّل لهم إطلاق حملات ضغط وابتزاز مستمرة.

وفي تحليله للواقع الحالي، أشار السفير البريطاني السابق إلى تأثير الحملة الأمريكية الأخيرة، مضيفا أن ما تفتقر إليه القوى المناهضة للحوثيين هو الانخراط الجاد مع الحكومة الشرعية، وتوفير الدعم والموارد لإحياء الحملة العسكرية ضد الحوثيين، مؤكداً أن استعادة مدينة الحديدة والساحل الغربي يجب أن تعود إلى رأس الأولويات.

وقال إن التهديد الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر لن يتوقف ما لم يتم "تمزيق اتفاق ستوكهولم"، مشيراً إلى أن السعودية لم تعد تبدي الحماسة ذاتها لمواصلة الحرب، وأن الأمر يتطلب تدخلاً مباشراً من الولايات المتحدة، وتحديداً من إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي – بحسب فيتون-براون – كان أكثر وضوحاً في دعم حلفائه.

وأكد أن إيران تشكّل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في اليمن والمنطقة، من خلال دعمها للحوثيين وحزب الله والمليشيات العراقية، داعياً واشنطن إلى تنسيق سياستها اليمنية ضمن إطار أوسع لمواجهة النفوذ الإيراني.

وخلص فيتون-براون إلى أن الضغط على إيران يجب أن يهدف إلى تغيير سلوكها، إن لم يكن إسقاط النظام نفسه، معتبراً أن إيران تمر بـ"لحظة ضعف"، وأن استمرار التعامل معها من خلال اتفاقيات مرحلية مثل "خطة العمل الشاملة المشتركة" لن يؤدي إلا إلى كسب الوقت لطهران، وليس إلى حل حقيقي.

وختم: "لن تتغير طبيعة الجمهورية الإسلامية أو الحوثيين، بل سيتغير سلوكهم فقط إذا تم إجبارهم على ذلك".


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

المشاط: أخبار سارة ستُعلن قريبًا

بوابتي | 500 قراءة 

مريض يعود من (الموت).. حضرموت تستفيق على واقعة طبية تقشعر لها الأبدان

موقع الأول | 326 قراءة 

هطول أمطار غزيرة وتشكل سيول جارفة في عدة محافظات يمنية

المشهد اليمني | 313 قراءة 

تهديد مطار عدن: جرس إنذار واضح لليمنيين ودول الخليج

صوت العاصمة | 302 قراءة 

اليمنية تنفي اعتماد مطار صنعاء كمسار هبوط اضطراري وتكشف بشرى سارة بشأن فتح مطار جديد

المرصد برس | 284 قراءة 

خطر كبير يباغت صنعاء: شارع الستين يتحول إلى نهر هائج يبتلع المركبات ويشل العاصمة

نيوز لاين | 232 قراءة 

تهديد مطار عدن: جرس إنذار واضح لليمنيين ودول الخليج

البلاد الآن | 227 قراءة 

الحوثيون يهددون باستهداف مطارات عدن وحضرموت وشبوة.. خبير عسكري: كل شبر في اليمن مهدد

المشهد اليمني | 200 قراءة 

لماذا الآن وفجأة؟!!.. كشف دوافع جديدة وراء فتح (عدن & الضالع & صنعاء) بعد 7 سنوات إغلاق!

موقع الأول | 179 قراءة 

شاب يقتل زوجته الشابة بسبب كسوة العيد في عدن

كريتر سكاي | 178 قراءة