اكرم توفيق
……..
لم تُحقِق الهدنة التهيئة المرجوة للسلام في اليمن كما كان يأمل ، ولم يتم البناء عليها ، لكنها كانت شماعة التخلي والهروب .
ثم تعدد الوسطاء ، وتعثرت معهم وبهم كل الحلول !
خلال أكثر من 3 أعوام ، لم يُسجل أي تقدم ملحوظ في مسارات ملف الأزمة اليمنية محلياً ، ولم يتم التطرق لجذورها ومسبباتها .
دوافع مختلفة كانت منطلقاً لتحرك الوسطاء سياسياً وميدانياً ؛ على رأسها الأمن القومي المشترك والملفات الدولية ذات الصلة ؛ إلا أن مصالح اليمنيين تأتي في آخر تلك الاهتمامات ، والنتيجة تغييب لجوهر القضية وقفز خارج أسوار المشكلة وتوسيع لدائرة التشرذم .
بؤس متسارع وموت حاضر ؛ وآذان صماء لوساطات مشلولة لا تكترث لصرخات الجياع وتداعيات المشهد الصادم والمعقد اقتصادياً وانسانياً .
وساطات ظلت معها أزمات وقف تصدير النفط واهدار الموارد ، وانقطاع الكهرباء وانقسام العملة قائمة ، ضمن جملة تحديات لم تعالج بمنهجية و وضوح رغم امكانية حسمها حتى اللحظة.
3 أعوام منذ سريان الهدنة الغير موقعة برعاية سعودية دولية عمانية مع الحوثيين ، والتي قضت بوقف جبهات القتال وفتح بعض الطرق وإطلاق عدد من المعتقلين ، لكنها لم تتعرض بحيوية وفاعلية وجدية لمعالجة تداعيات الانهيار الشامل للمنظومة الخدمية والأخلاقية والاقتصادي والإنسانية ، الأكثر فتكاً باليمنيين !
وساطات وضعت في جسد اليمن المريض كمية مهولة من المخدر ، افقدته مناعته و قدرته على الصمود والمقاومة والنهوض .
وساطات لم تلزم طرف الانقلاب الغاشم بتسليم السلاح للدولة والتخلي عنه ؛ ولم تقدم ضمانات تكفل بانخراطه في مسار سياسي ضمن مكون معتدل يقبل بالآخر ويؤمن بالتعددية !
وساطات افرغت مجلس القيادة من فاعليته و صادرت القرار اليمني تحت شعارات السلام الذي لم يتحقق ؛ وسمحت بتنامي كانتونات مستعصية تعمل خارج الدولة من أجل تمزيق ما تبقى من وطن .
نوازع متداخلة ومصالح متضاربة وسعت الفجوة وجعلت من اليمن ساحة حرب بالوكالة ، لتتحول بذلك بلدنا الى قنبلة اقليمية تهدد العالم لا الاقليم !
شلل ملحوظ في مواصلة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة ؛ ورفض لحق التحرك العسكري ميدانياً والتلويح بعدم دعمه او اسناده ؛ وتجاهل مطبق للواقع الاقتصادي والإنساني جعل من الخذلان حديثا للساعة ؛ ولموتنا أبرز القضايا المتجاهلة عربيا
يتبقى الأمل في ولادة رؤية محلية ضمن قيادة فاعلة ميدانية من الداخل تدرك جيداً حجم التعقيدات والتحديات وتضح استراتيجية عليا تغلب فيها الوطن وحقوق الشعب ،،وتغتنم الفرص لتصنع في لحظة فارقة ماعجز عنه الشركاء والفرقاء والأصدقاء .
تعليقات الفيس بوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news