يمن إيكو|ترجمة:
قال موقع “أنهيرد” البريطاني إن حملة “راف رايدر” (الراكب الخشن) التي شنتها إدارة ترامب ضد اليمن كشفت عن أزمة هائلة تواجهها الولايات المتحدة فيما يتعلق بالقوة العسكرية وحدود فعاليتها، مشيراً إلى أن فشل هذه الحملة لم يكن بسبب الافتقار إلى الإرادة لإكمالها، بل لعدم القدرة على فعل ذلك.
ونشر الموقع، اليوم الإثنين، تقريراً رصده وترجمه “يمن إيكو”، جاء فيه أنه “عندما بدأ الحوثيون في اليمن، رداً على حرب غزة، بفرض حصارهم على البحر الأحمر، اعتُبر ذلك علامة أكيدة على تراجع القوة الأمريكية.. وفي خضم اندفاعهم لفهم سبب حدوث ذلك، زعم منتقدو الرئيس- آنذاك- أنه ببساطة ضعيف للغاية، ومُحبٌّ للمهادنة، لدرجة أنه لا يستطيع استخدام كامل قوته العسكرية الأمريكية للقضاء على المشكلة”.
ولكن بحسب التقرير: “في الواقع، لقد أذن بايدن ليس بحملة عسكرية واحدة بل بحملتين عسكريتين، الأولى كانت عملية حارس الرخاء، التي هدفت إلى الجمع بين القوة البحرية الأمريكية وتحالف من الدول الراغبة في حماية الملاحة وكسر الحصار، وقد تحول هذا إلى كارثة محرجة، حيث انسحب معظم شركاء التحالف واستمرت صواريخ الحوثيين في ضرب السفن. ثم في يناير 2024، تم إطلاق عملية (بوسيدون آرتشر) والتي تضمنت طائرات بريطانية وأمريكية تحاول قصف الحوثيين لإخضاعهم، وهنا مرة أخرى، لم تنجح العملية، ولم تفعل شيئاً تقريباً لصد هجمات الحوثيين… ولكن حتى في ذلك الوقت، تم إلقاء اللوم على بايدن، وكان الاستنتاج الطبيعي أنه بمجرد تولي ترامب منصبه، ستُنزع القفازات”.
وأضاف: “بمجرد وصول ترامب، تم خلع القفازات بالفعل، وأعقبت عملية (بوسيدون آرتشر) عملية (راف رايدر) في مارس من هذا العام، والتي حاولت إظهار استجابة عسكرية أمريكية جديدة وأكثر قوة ضد أهداف الحوثيين في اليمن، ولمدة ستة أسابيع، قصفت الطائرات الحربية الأمريكية اليمن على مدار الساعة، مع قيام قاذفات الشبح النادرة والباهظة الثمن بمهام تنطلق من دييغو غارسيا لدعم الطائرات الموجودة على حاملات الطائرات، ومع ذلك، بمجرد انتهاء تلك الأسابيع الستة، أعلن ترامب بفخر أن اليمن قد (استسلم ) وأنه لم تعد هناك حاجة للولايات المتحدة لمواصلة القصف. وقد توسطت عُمان في وقف إطلاق النار”.
وأوضح التقرير أنه “كان على الحوثيين فقط التوقف عن مهاجمة السفن الأمريكية مقابل توقف أمريكا عن القصف، وكانوا أحراراً في مواصلة حصار البحر الأحمر أو إطلاق الصواريخ على إسرائيل. بمعنى آخر، منحت أمريكا الحوثيين حرية مطلقة لمواصلة السلوك الذي كان سبباً لشن الحرب في المقام الأول، لذا، كان وصف هذه الصفقة بالاستسلام أمراً مناسباً تماماً؛ لكن الحوثيين لم يكونوا هم من يرفعون الراية البيضاء”.
وأشار التقرير إلى أنه “من الشائع جداً اعتبار الانتكاسات وحتى الهزائم في حروب أمريكا المختلفة التي اختارتها على أنها مجرد مسألة نقص في الإرادة، وأنه إذا أرادت أمريكا حقًا الفوز، فستفوز، وأن فشل الولايات المتحدة هو مجرد فشل لم تلتزم فيه أبداً بالقوة اللازمة لإنهاء القتال، لكن اليوم، يبدو هذا العذر فارغاً، فعلى عكس عمليات بايدن، استخدمت حملة ترامب العديد من الأسلحة الأمريكية الأكثر محدودية وتكلفة وتطوراً لمحاولة إخضاع الحوثيين، ومع ذلك استسلمت، وبالتالي فإن الدروس هنا قاتمة للغاية، حيث لم تعد طريقة الحرب المفضلة لأمريكا والوحيدة القابلة للتطبيق بشكل متزايد- الحرب الجوية- فعالة من حيث التكلفة ولا عملية، لكن الولايات المتحدة ليس لديها أساليب حرب بديلة تعتمد عليها، مما يعني أن أيامها كقوة عسكرية مهيمنة ربما تقترب من نهايتها”.
واعتبر التقرير أنه “لفهم حجم الفوضى التي أحدثتها الحرب الجوية ضد الحوثيين، من المهم فهم قاعدة أساسية جداً للمخزونات العسكرية الأمريكية، فبينما تمتلك أمريكا، نظرياً، 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، وهو رقمٌ هائل يفوق بكثير أي دولة أخرى في العالم، فإن هذا الرقم لا يُذكر عملياً”.
وأضاف: “للمقارنة، انظر إلى المملكة المتحدة التي تمتلك حاملتي طائرات كبيرتين، مما يجعلها قريبة من قمة قائمة المتصدرين الدوليين عندما يتعلق الأمر بالقدرة على نشر القوة العسكرية، ولكن كما يمكن لأي شخص لديه أي معرفة بالبحرية الملكية أن يخبرك، فإن هذا العدد لا يروي القصة الحقيقية، لأن عدد حاملات الطائرات التي يمكن للمملكة المتحدة نشرها بالفعل أقل بكثير، وهو رقم قريب إلى حد ما من الصفر، فبينما توجد السفن، تفتقر البحرية الملكية إلى الطاقم والطائرات والمرافقين والقدرة اللوجستية لاستخدامها فعلياً لأي فترة زمنية في حرب حقيقية، وحيث تخفي نقاط القوة السطحية على الورق حقيقة كارثية تتمثل في الصيانة المؤجلة والميزانيات غير الكافية ونقص الأفراد”.
وتابع: “مع أن وضع البحرية الأمريكية ليس بهذا السوء، إلا أن المشكلة عملياً لا تزال قائمة: فالولايات المتحدة لا تستطيع عملياً إرسال أكثر من حاملتيْن إلى أربع حاملات طائرات إلى البحر في أي لحظة، والقدرة على زيادة طاقتها في أوقات الأزمات محدودة، نظراً لضمور مختلف مكونات الاحتياط في القوات المسلحة الأمريكية بشكل كارثي، وإذا استثنينا حاملات الطائرات الأمريكية المقرر إرسالها إلى ساحات الخردة، أو تلك التي تفتقر حالياً إلى مفاعل نووي عامل، أو تلك التي تخضع لأعمال صيانة مكثفة، فإن عدد حاملات الطائرات العاملة والصالحة للاستخدام يبلغ حوالي ثلث العدد المُعلن، وكان نصف هذه الحاملات يُستخدم ضد الحوثيين”.
واعتبر التقرير أن “حاملات الطائرات ليست المثال الوحيد الذي يجب أن ينظر إليه، فبالنسبة لعملية (راف رايدر)، ساهمت القوات الجوية الأمريكية بحوالي ست قاذفات شبح من طراز (بي -2) والتي يمكن القول إنها الهيكل الأكثر تقدماً (والأغلى بكثير) في الترسانة الأمريكية، وللوهلة الأولى، يبدو هذا جزءاً صغيراً فقط من قوة أمريكا، لأنها تمتلك حوالي 20 قاذفة من هذا النوع في مخزونها. لكن نظرة فاحصة على هذه الطائرات تشير إلى أن تلك الطائرات الست المستخدمة في الحملة تمثل على الأرجح كامل المخزون العامل من قاذفات الشبح الأمريكية، ونظراً لأن طائرات (بي-2) لم تُصنع منذ عقود، فإن الطريقة الوحيدة لإبقائها في الخدمة هي استغلال طائرات (بي-2) الأخرى للحصول على قطع غيار: ونتيجة لذلك، تم التخلص من عدد كبير منها وظيفياً ولا يمكنها أبداً أن تأمل في الطيران مرة أخرى.
وأضاف: “إن نصف القاذفات الأمريكية فقط مؤهلة لما يسمى بحالة قدرة على أداء المهام في يوم عادي، وهي حالة لا تعني في الواقع أن الطائرة تعمل؛ بل تعني ببساطة أن الطائرة ليست معطلة تماماً وغير قابلة للتشغيل، وثلثا أو أقل فقط من هذه الطائرات القادرة على أداء المهام مؤهلة لما يصنفه الجيش الأمريكي على أنه قدرة على أداء المهام الكاملة، وهو المصطلح المعتاد في البنتاغون والذي يعني أن الطائرة تعمل بكفاءة، ولا يوجد بها أي عطل مهم حقاً، ويمكن استخدامها فعلياً للغرض الذي صُنعت من أجله”.
ووفقاً لذلك أكد التقرير أن “أمريكا بذلت قصارى جهدها لمهاجمة الحوثيين، وشنت حرباً جوية باهظة الثمن ومكثفة ضد ميليشيا تسيطر على معظم اليمن، رابع أفقر دولة في العالم، فتكلفة تشغيل قاذفة الشبح (بي -2) مرتفعة للغاية على أساس الساعة، وطبقتها الشبحية الهشة لا تحبذ بشكل خاص هواء البحر الدافئ والمالح في دييغو غارسيا، ولا يتم إرسال هذه القاذفات جميعاً إلا إذا كانت هناك جدية حقيقية، كما التزمت أمريكا أيضاً بما يقرب من نصف حاملات الطائرات النشطة، وأنفقت ثروة على صواريخ الهجوم البري والدفاع الجوي، بل إنها حتى استغلت مخازن الذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي من مسرح عمليات المحيط الهادئ من أجل العملية”.
ولكن وفقاً للتقرير “مع بدء تسريب قصص الحملة إلى الصحافة، يتضح أن كل هذا الجهد لم يُثمر شيئاً، إذ لم تستطع الولايات المتحدة ترسيخ تفوقها الجوي، ما يعني أنها لم تستطع المخاطرة بتحليق طائراتها القديمة غير الشبحية خوفاً من فقدانها، وقد يبدو هذا في حد ذاته دليلاً على أن أمريكا لم تبذل جهداً كبيراً مرة أخرى، فأي نوع من الحروب هذه عندما لا تكون مستعداً لقبول الخسائر؟ لكن المشكلة هي أن أمريكا لا تستطيع تحمل تكاليف استبدال الطائرات التي تُفقد والطيارين الذين يُقتلون، وهذه ليست مشكلة جبن، بل مشكلة توليد قوة: حتى لو لم يتكبد الجيش الأمريكي أي خسائر بسبب نيران العدو في السنوات القادمة، فإنه لا يزال من المقرر أن يتقلص بشكل حاد، وهذا التقلص وفقدان القدرة يرجعان فقط إلى تآكل الطائرات والسفن الأمريكية، مع عدم وجود ما يكفي من العمال وأحواض بناء السفن والمهندسين والدولارات لاستبدالها”.
وأضاف: “بينما تستنزف أمريكا إرثها العسكري الهائل الذي ورثته عن رونالد ريغان وسباق التسلح في الثمانينيات، لا توجد خطة لاستبداله، وبالنسبة للجيش الأمريكي، فإن تجنب الخسائر ليس مسألة حذر أو جبن؛ بل هو نتيجة لعدم القدرة الكاملة على تجديد القوة”.
وأشار التقرير إلى أن “نتيجة هذا الضعف الأمريكي، كانت الاعتماد الباهظ للغاية على ما يسمى بأسلحة المواجهة؛ مثل صواريخ كروز التي يمكن إطلاقها من مسافة بعيدة بما يكفي بحيث لا تشكل النيران المضادة للطائرات تهديداً، ولكن حتى في ذلك الوقت، كانت هناك مشاكل: فوفقاً لتقارير مسربة، حتى مقاتلة الشبح (إف-35) التي تم التباهي بها اضطرت إلى تفادي الصواريخ المضادة للطائرات القادمة في مناسبة واحدة على الأقل”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة نشرت في عملية (راف رايدر) العديد من أسلحتها النادرة والمصممة خصيصاً، مثل (إيه جي إم- 158 جاسم – صاروخ المواجهة المشترك جو-أرض)، بالإضافة إلى قنابل ثقيلة متخصصة خارقة للتحصينات، ومرة أخرى، وفقاً لجميع الروايات، كان لهذا تأثير ضئيل، ويرجع هذا جزئياً إلى أن الولايات المتحدة استمرت في خسارة الكثير من طائراتها بدون طيار من طراز (إم كيو-9) والتي يصل سعر الواحدة منها إلى أكثر من 30 مليون دولار، والتي كان من المفترض أن توفر المعلومات الاستخباراتية اللازمة لضمان وصول حملة القصف إلى أهدافها”.
وأوضح التقرير أنه “عندما فقد بايدن اهتمامه بالدفاع عن البحر الأحمر ضد الحوثيين، شعر الناس بالذعر، فقد كان عدم بذله جهداً كافياً أشبه بإخبار العالم أجمع أن الولايات المتحدة أضعف من أن تُبقي قناة السويس مفتوحة. لكن ترامب، بعد أن انتقد سلفه، انسحب هو الآخر، واعترف بحكم الواقع بسيطرة الحوثيين على القناة، ويبدو أن الولايات المتحدة لا تملك في الواقع الكثير من الأوراق لتلعبها”.
وتابع: “كان بإمكان ترامب إرسال حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة لدعم عمليته، ليصل العدد الإجمالي إلى ثلاث، لكن هذا لم يكن ليحدث فرقاً كبيراً في الحملة الجوية لأن مشكلة هذا الهجوم لم تكن نقص مساحة سطح السفينة أو طلعات المقاتلات، فقد كانت الطائرات الأمريكية حذرة للغاية من الاقتراب من الدفاع الجوي اليمني، وحتى الطائرات الشبحية لم تكن آمنة تماماً وفقاً للتقارير، وكانت المشكلة هي نقص الذخائر البعيدة المدى التي يمكن نشرها من نقطة أمان نسبية، لأن هذه الذخائر باهظة الثمن ومحدودة للغاية لدرجة أنه لا توجد ميزانية لتجديدها عند استنفاد المخازن (يبلغ سعر صاروخ جاسم واحد برأس حربي متفجر يزن 450 كيلوغراماً أقل بقليل من مليون دولار) وتُظهر ألعاب الحرب أن الولايات المتحدة ستستنفد معظم أو كل هذه الذخائر الحيوية في غضون أسابيع أو حتى أيام في صراع حقيقي ضد عدو مماثل مثل الصين”.
واعتبر التقرير أن “الأسوأ من ذلك هو أن جزءاً كبيراً من أنظمة الأسلحة الأكثر تطوراً في الجيش الأمريكي يعتمد على مكونات ومواد مثل المعادن النادرة من الصين، التي بدأت بالفعل بفرض قيود تصديرية صارمة بهدف خنق المجمع الصناعي العسكري الأمريكي تدريجياً، وعملياً، لا تملك الولايات المتحدة القدرة الاقتصادية الكافية لإنتاج الأسلحة المستخدمة في الحرب الجوية على أي نطاق، وقد تم إخفاء هذا عن الأنظار فقط لأن الجيش استمر في الاعتماد على هالة من الحصانة”.
وأشار إلى أنه “كان من المفترض أن تكون حملة (راف رايدر) استعراضاً حاسماً للقوة ضد دولة من دول العالم الثالث تعاني من نقص التسليح والانقسام الداخلي، لكنها في النهاية بدت وكأنها آخر صيحة لحرب عتيقة، عاجزة عن التعامل مع أنظمة أسلحة مضادة للطائرات أرخص وأفضل”.
ورأى التقرير أن “كل هذه القيود تجعل الحديث الحالي عن حملة قصف جديدة ضد إيران ضرباً من الخيال، فإيران أكبر بكثير من اليمن، وتتمتع بشبكة دفاع جوي أكثر متانة، وعلاوة على ذلك، فإن المسافات التي تنطوي عليها كبيرة لدرجة أن الطائرات، حتى عند إطلاقها من شواطئ الخليج العربي، لا تستطيع الوصول إلى أماكن مثل طهران والعودة بخزان وقود واحد، حيث ستحتاج القاذفات المقاتلة إلى التزود بالوقود جواً فوق المناطق الداخلية الإيرانية، وطائرات التزود بالوقود بطيئة، ويسهل رصدها بالرادار، وتكاد تكون بلا دفاع، وحتى محاولة تدمير شبكة الدفاع الجوي الإيرانية ستتطلب كميات هائلة من الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى، والتي لا تستطيع الولايات المتحدة استبدالها عملياً، حتى لو لم تكن تعاني من أزمة مالية خانقة”.
وأضاف: “إن كافة المشاكل التي أجبرت أمريكا على الاستسلام الضمني في البحر الأحمر سوف تتفاقم بشكل كبيرــ وستكون أكثر فتكاًــ في أي حملة ضد إيران”.
وخلص التقرير إلى أنه “في ظل عجزٍ متفجر، وأزمة سياسية داخلية متفاقمة، وجيشٍ ينهار ببطء، أصبحت أمريكا نمراً هائجاً يفتقر إلى القدرة على محاولة تغيير مواقعه، ويدرك الجنرالات أن اللعبة قد انكشفت: النموذج القديم قد انهار، ولن يأتي نموذج جديد، ولم يتبقَّ لأحدٍ طاقةٌ تُذكر لفعل أي شيء حيال كل هذا، وهكذا، تتجلى هذه الأزمة الهائلة في القوة العسكرية الأمريكية”.
واختتم بالقول إنه “في قديم الزمان، كانت هناك دائماً طائرة أكبر، وسلاح مستقبلي أكثر تطوراً وتقنية، وحيلة أخرى خفية لدى سلاح الجو الأمريكي لإسكات المشككين. لكن تلك الأيام ولّت. ولن تتجلى خطورة ما حدث في اليمن إلا عندما تصبح الطبقة السياسية مستعدة للتعامل مع العالم الجديد الذي نعيش فيه: عالم لا تملك فيه الولايات المتحدة أسلحة جديدة لتستخدمها، وما لديها منها لا يكفي للاقتراب من النصر”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news