مجزرة صرف: انفجار مخزن سلاح حوثي يحوّل حيّاً سكنياً شمال صنعاء إلى ركام ويُفني عائلات بأكملها

     
إيجاز برس             عدد المشاهدات : 96 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مجزرة صرف: انفجار مخزن سلاح حوثي يحوّل حيّاً سكنياً شمال صنعاء إلى ركام ويُفني عائلات بأكملها

 

في لحظة واحدة، فقدت أسر كاملة في منطقة صرف ببني حشيش شمال صنعاء، كل شيء: الجد، والجدة، والأب، والأم، والأطفال، والسيارات، والمنازل التي كانت تضم ذكرياتهم، حيث تحول حي سكني هادئ إلى ركام وأطلال بعد انفجارات أعقبها تطاير للصواريخ مصدرها حوش يضم مبنيين صغيرين، حوله الحوثيون إلى مخزن أرضي، وفقاً لأقارب ضحايا وشهود عيان ومصادر محلية وطبية تحدثت لـ"المصدر أونلاين

".

 

وبحسب المعلومات التي جمعها "المصدر أونلاين"، فقد بدأ تصاعد الدخان في الساعة التاسعة صباح يوم الخميس، 22 مايو الجاري، من منشأة تبدو كورشة، مكونة من حوش ومبنيين صغيرين وملحق وكنتيرة، في منطقة صرف على بعد نحو مائة متر من نقطة "خشم البكرة"، تلاه بعد دقائق انفجاران هائلان. تسبب الانفجاران في تدمير نحو 15 منزلاً، يقطنها نحو مائة شخص، دُمرت بشكل كامل أو شبه كامل، وسقطت نحو عشر شقق منها على رؤوس ساكنيها

.

 

وفقاً لشهود عيان ومصدر محلي وقريب أحد الضحايا، وثلاثة مصادر طبية، تحدثوا لـ"المصدر أونلاين" فإن عدد القتلى والمصابين يزيد على 150 شخصاً، نُقل أغلبهم تحت إشراف مسلحين حوثيين انتشروا وطوقوا المنطقة قبل وصول فرق الدفاع المدني والإسعاف، ونقلوا إلى خارج المنطقة باستثناء بعضهم الذين ظلوا تحت الأنقاض

.

 

وبحسب المصادر، نُقلت نحو 23 جثة على متن أطقم إلى مستشفيي الشرطة وزايد، من بين تلك الجثث فتاة مقطوعة الرأس والأطراف، تمكن أقاربها من التعرف عليها بصعوبة

.

 

ونقل المصابون قسراً وتحت إشراف المسلحين الحوثيين إلى الأقسام المخصصة للجرحى الحوثيين في مستشفيات الشرطة، والثورة، والجمهوري، ومستشفى 48، إضافة إلى ثلاثة مستشفيات خاصة

.

 

وعن عدد الضحايا الذين قتلوا بالانفجارين وبتطاير الشظايا والصواريخ، قال المصدر المحلي: "لا أستطيع تحديد العدد بدقة، لكن الضحايا بالعشرات، حيث تم تفريق الجميع وتوزيعهم على المستشفيات، وأسر كاملة انتهت في الانفجار

".

 

أحد الضحايا يُدعى راشد الكندي، خسر زوجته "أسماح عبدالله"، ونجله خالد (10 أعوام)، وبناته الأربع: ريم (16 عاماً)، ونصيرة (14 عاماً)، وخلود (12 عاماً)، وغروب (6 سنوات)، وفقاً للمصدر الذي تحدث لـ"المصدر أونلاين" شريطة عدم كشف هويته لدواعٍ أمنية

.

 

وخسر راشد منزلين له، دُمّرا بشكل كامل، أحدهما على رأس أسرته، والثاني على رأس جيرانه المستأجرين، كما دمرت مركبة تابعة له (باص)، كما أن اثنين من أشقائه أصيبا بشظايا

.

 

ومن بين الضحايا، إحدى الأسر التي استأجرت مؤخراً شقة في المنطقة، قريبة من مكان الانفجار، واستقرت الأسرة في المنزل عشية الحادث. يقول المصدر: "قُتلوا جميعاً، ولا أعرف أنا أو أسرتي أو جيراننا كم عددهم، كونهم استقروا في الشقة ليلاً، وهم تقريباً من منطقة الحيمة

".

 

وأسرة المحويتي، المكونة من زوجتين، من بين الضحايا، حيث قضت زوجته الأولى "أميرة"، مع أولادها (حنان، هديل، مجدي، مهران، أحمد) في الانفجار، وتوفيت الزوجة الأخرى مع طفليها (ولد بعمر 11 شهراً، وآخر في عمر عامين). قُتلوا أيضاً في الانفجار، كانت الأُسرتان تقطنان في منزلين متجاورين

.

 

وقضت أسرة رابعة تُدعى "عائلة الوصابي"، مكونة من جدة، وأب وزوجتين وثلاثة أطفال تحت الأنقاض. كما قُتل اثنان من أصحاب الدكاكين الموجودة في محيط المستودع الذي انفجر، أحدهما يُدعى "مطهر" من أبناء المحويت، والآخر يُلقّب بـ"الأزرق"، وكلاهما جُمعا كأشلاء، وفقا لشاهد العيان

.

 

توصل "المصدر أونلاين" لشخص تربطه قرابة بعائلات من الضحايا وقال إنه مُنع من الوصول إلى المنطقة، حيث توجه بعد علمه بالحادث، لكن نقاطاً عسكرية استُحدثت في مداخل منطقة صرف، وفي الشوارع الفرعية، منعته من الوصول إلى المنطقة

.

 

وقال لـ"المصدر أونلاين"، شريطة عدم كشف هويته وأسماء أقاربه، إن أربعة من أقاربه أُصيبوا في الانفجار بإصابات متنوعة، مضيفاً: "حسب ما عرفت فقد توفي على الأقل 19 شخص، في الانفجار، سُحب بعضهم من تحت الأنقاض، وطفل توفي الجمعة متأثرا بالإصابة"، مشيراً إلى أن المصابين قد يكونون ما بين 60 و80 شخص

.

 

مصدر طبي مقرب من جماعة الحوثيين أفاد بأن نحو 150 شخصاً قد يكون مجموع ضحايا الحادثة مصابين وقتلى، وأضاف في حديثه لـ"المصدر أونلاين"، "عدد كبير منهم هم من المجاهدين" في إشارة إلى عناصر مليشيا الحوثي الذين كانوا موجودين في ذات المكان

.

 

وأكد مصدر ثانٍ، يعمل في مستشفى حكومي، أن "الضحايا والمصابين كثير جداً، وتم توزيعهم على عدة مستشفيات حسب الحالات". وقال مصدر ثالث: "إن ثلاثة مستشفيات خاصة على الأقل استقبلت بعض أصحاب الإصابات الخطيرة"، كما استقبلت مستشفيات الجمهوري والكويت و48مستشفى حالات عديدة

.

 

وكانت مصادر إعلامية قد قالت إن نحو 40 شخصاً على الأقل قُتلوا في الانفجار، من بين القتلى مسلحون حوثيون في نقطة "خشم البكرة"، ومدنيون يستقلون سيارة وباص، كانوا قرب المنطقة

.

 

وتُظهر مقاطع فيديو اطّلع عليها "المصدر أونلاين" أضراراً بالغة بمظلة نقطة "خشم البكرة"، وقال أحد المصادر إن بقالات قريبة من النقطة دمرت، ما يؤكد صحة المعلومات التي تفيد بمقتل عدد من عناصر المليشيا ومدنيين من "بينهم بائعو قات"، صادف عبورهم أو توقيفهم في النقطة في ساعة الحادثة

.

 

وتُظهر المقاطع المصورة التي تحقّق "المصدر أونلاين" من صحتها، تطاير الصواريخ في أنحاء متفرقة من المنطقة، ويظهر في إحداها مواطنون يفرّون، ويتحدث أحدهم عن وجهة صاروخ "انفجر في مصنع دبي"، وهو مصنع بلك يقع على بعد نحو 90 متراً من موقع الانفجار، بحسب المسافة المحسوبة بخرائط جوجل إيرث

.

 

ورجح أحد سكان المنطقة أن ما بين 20 إلى 30 سيارة دُمّرت جزئياً أو كلياً، فيما لحقت أضرار متفاوتة بـ 100 منزل، و8 محلات تجارية بسبب الإنفجارين أو بسبب سقوط الصواريخ المتطايرة. واطلع "المصدر أونلاين" على نحو 50 صورة خاصة، للأضرار التي لحقت بعشرات المنازل ومحلات، من بينها منازل مدمرة ومنازل كثيرة تكسّر زجاج نوافذها، وسقط ركن أحدها

.

 

كما أطلع محرر المادة، على مقطع مصور يقول أحد سكان المنطقة لأخرين وهو على ركام أحدها، إنه لم يشاهد "أي أخبار بشأن الانفجار في التلفزيون

".

 

ومن بين الفيديوهات التي اطلع عليها محرر المادة عملية انتشال ضحايا من تحت الأنقاض، من بينهم، طفل، ومقطع آخر، يظهر وضع جثة مع ما يبدو أنها جثث متكدسة ملفوفة بقطع قماش موضوعة على متن عربة عسكرية "طقم

".

 

ولم يصدر عن الحوثيين أي بيان بشأن الحادثة، وفرضوا منذ اللحظات الأولى على المنطقة طوقاً أمنياً مشدداً، مُنع فيه عدد من سكان المنطقة من النزوح من منازلهم، خوفاً من الصواريخ المتطايرة، حيث استمرت أصوات الانفجارات المتقطعة وتطاير المقذوفات نحو ساعتين، بحسب أحد التجار الذي تربطه علاقة صداقة بإحدى الأُسر المتضررة

.

 

وقال التاجر لـ"المصدر أونلاين": إنه مرّ أكثر من مرة من جوار المنطقة، وإن الخريطة التي عرضها محرر المصدر أونلاين عليه صحيحة، وأن عائلة صديقه تضررت في الحادثة، مضيفاً: "معروف أن الحوش تابع لهم (الحوثيين)، لكن لا أحد يعرف ماذا يحدث داخل الحوش. قد يكون مقراً أمنياً أو موقعاً عسكرياً صغيراً، لكن أن تُخزن فيه كميات ذخيرة وأسلحة هكذا، جريمة مكتملة الأركان بحق المدنيين والسكان الذين يُفترض أنهم يحمونهم

".

 

وقوبلت الجريمة، التي وصل "المصدر أونلاين" لتفاصيل عنها، مع التحفّظ على أسماء بعض الضحايا، بما في ذلك نحو 10 من المصابين، اشترط مصدر خاص عدم نشرها في الإعلام لخطورة الوضع، قوبلت بإدانات واسعة من منظمات حقوقية ونشطاء، بما في ذلك أحد القيادات المحسوبة سابقا على الحوثيين انتقد عدم إفصاح الجماعة عن سبب الحادثة

.

 

وفي بيان إدانته، اتهم المركز الأمريكي للعدالة مليشيا الحوثي باستمرار تهديد حياة المدنيين بتخزين الأسلحة في المناطق السكنية، مؤكداً - نقلاً عن مصادر ميدانية - أن الانفجار حدث في مخزن أسلحة تحت الأرض كان يحتوي على صواريخ للدفاع الجوي وكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، مثل نترات الصوديوم

(NaNO₃)

، نترات البوتاسيوم

(KNO₃)

، ومادة

C4

شديدة الإنفجار

.

 

وطالب "تحالف رصد" لحقوق الإنسان بفتح تحقيق مستقل بمشاركة الأمم المتحدة لكشف ملابسات الانفجار، وتحديد المسؤولين عن تخزين الأسلحة في المناطق المدنية، ومحاسبتهم أمام القضاء، وتقديم تعويضات عاجلة وجبر ضرر للضحايا وأسرهم

.

 

ودعا محمد المقالح، المحسوب على الجماعة ولجنتها الثورية سابقا، إلى إصدار بيان توضيحي من "الجهات المختصة يبيّن الأسباب ويحدد المسؤولين ويتم محاسبتهم وتعويض الضحايا"، زاعماً أن "مثل هذه الحوادث تحدث في أي مكان في العالم، ولكن المهم هو ردود فعل السلطات المعنية"، منتقداً "التجاهل" الذي قال إنه "يمثل إصراراً على الخطأ، ولا يقلّ وقعه لدى الناس عن الخطأ نفسه

".

 

وكانت مليشيا الحوثي قد لاحقت، الجمعة والسبت، عدداً من المدنيين بحجة تصوير ونشر مقاطع فيديو توثق الانفجارات، وصادرت هواتف الضحايا والسكان، ومنعت دخول المواطنين للمنطقة، وذلك بعد نشر فيديوهات للانفجارات وتطاير الصواريخ

.

 

ووفقًا للمصادر التي تحدثت في وقت سابق، لـ"المصدر أونلاين"، صادر عناصر الأمن التابعون للجماعة هواتف العديد من المواطنين في المنطقة، في إطار حملة تستهدف منع تداول أي معلومات حول الحادث، كما لم يصدر أي بيان رسمي عنها. وامتنع موظف في الهلال الأحمر بصنعاء عن الرد على استفسارات مررها المحرر، بشأن تقديم المنظمة المدعومة من الصليب الأحمر مساعدات للضحايا، وأحال المحرر إلى عمليات المنظمة، التي بدورها لم ترد على الاتصالات

.

 

الدفاع المدني الخاضع لسيطرة الحوثيين، هو الآخر، لم ينشر أي تفاصيل عن مشاركته في إخماد الحريق الناتج عن الانفجارات، في حين كثفت الجماعة عبر وسائل إعلامها يومي الخميس والجمعة التحشيد للتظاهر في الساحات "دعماً لفلسطين"، ولاحقاً اكتفت خلال الـ48 ساعة الماضية بتكثيف نشر مقاطع وصور وفيديوهات للمجازر الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة، وحذف أي تعليقات أو ردود تطالب بكشف تفاصيل الحادثة

.

 

ومن اللافت، عدم نشر بعض العناصر المناوئة والمنتقدة للحوثيين، والتي كانت داعمة لهم في وقت سابق، أي اخبار حتى من قبيل التساؤل عن الحادثة، ما يشير إلى مدى نجاح إجراءات الحوثيين المشدد، خاصة في منع تسريب أي تفاصيل أو أنباء عن الانفجارات في وسائل الإعلام الدولية، وهو ما أكده مراسل إحدى الوكالات بقوله لمحرر "المصدر أونلاين"، لقد "بحثت عن معلومات وما وصلت لنتيجة

".

 

نقلاً عن موقع المصدر أنلاين

 

 


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : شاهد صورة صادمة من مطار صنعاء بعد تعرضه للقصف من الطيران الاسرائيلي

جهينة يمن | 990 قراءة 

وزير الإعلام: الحوثيون مسؤولون عن تدمير طائرات اليمنية وتحويل مقدرات الدولة إلى رماد

حشد نت | 765 قراءة 

عاجل: "اليمنية" تفاجئ الجميع وتكشف تفاصيل خطيرة عن الاستهداف الذي تعرّضت له آخر طائرة في مطار صنعاء، وتتخذ قرارًا طارئًا.

جهينة يمن | 737 قراءة 

تفاصيل ما حدث قبل ساعات من الآن على خط صنعاء ونقيل يسلح

جهينة يمن | 725 قراءة 

السفير البريطاني الأسبق يفجر مفاجأة ويكشف عن الجهة التي منعت الشرعية من تحرير مدينة الحديدة (فيديو)

المشهد اليمني | 690 قراءة 

شاهد بالفيديو .. هروب المسافرين الحجاج اثناء القصف الاسرائيلي على ‫مطار صنعاء‬ تحطم آخر طائرة

المشهد اليمني | 427 قراءة 

عودة مفاجئة.. الريال اليمني ينتفض في عدن ويكسب 12 نقطة أمام الدولار اليوم

مساحة نت | 406 قراءة 

في صنعاء المختطفة.. رصاصة حوثية تطفئ نور أكاديمي

حشد نت | 380 قراءة 

أول تصريح لـ "نتنياهو" عقب ضر/ب مطار صنعاء

صوت العاصمة | 355 قراءة 

طارق صالح يبحث مع سفراء الاتحاد الأوروبي مستجدات الأوضاع في اليمن وسبل تعزيز التعاون

حشد نت | 264 قراءة