طائرات اليمن الأربع.. حكاية 30 عام من التحليق في السماء دمرت في شهر

أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” سهيل الشارحي:

مر عامٌ على اختطاف جماعة الحوثي، المصنفة منظمة إرهابية، أربع طائرات من طراز “إيرباص” تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية، التي تُعد العمود الفقري للنقل الجوي اليمني، وأقدمها نشأةً في البلاد.

لم يمض العام على احتجاز الحوثيين طائرات الخطوط اليمنية، حتى تحولت إلى رماد، وأثر بعد عين بفعل الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطار صنعاء، رداً على هجمات الحوثيين عديمة الأثر نحو إسرائيل.

في 4 أغسطس/آب 1961 أنشئت شركة الخطوط الجوية اليمنية، وبدأ نشاطها رسمياً عام 1962 باسم “خطوط طيران اليمن”، ومُنحت رخصة طيران جديدة في 4 أغسطس/آب من العام ذاته.

خلال أكثر من ستين عام امتلكت الخطوط الجوية اليمنية أسطولاً من ست طائرات طراز إيرباص 320 وواحدة من طراز إيرباص 330.

في يونيو/حزيران 2024 قررت جماعة الحوثي احتجاز 3 طائرات كن في مهمة إعادة الحجاج اليمنيين من جدة إلى صنعاء، في حين كانت طائرة رابعة رابضة بالمطار بحاجة للصيانة.

رفض الحوثيون ضغوط نقل الطائرات إلى المحافظات التابعة للحكومة، كما تسببوا حينها في إعاقة عودة 1300 حاج من إجمالي 7 آلاف برغم دفعهم تكاليف العودة، الأمر الذي تسبب في أزمة، قامت الحكومة اليمنية بمعالجتها فيما بعد.

ونحن نقترب من مرور عام على احتجاز الحوثيين للطائرات، يصبح الحديث عن الاحتجاز عديم الجدوى، بعد أن أُنهي وجود تلك الطائرات فعلياً، بفعل الغارات الإسرائيلية التي حولتها إلى حطام.

وهكذا، انتهت قصة أربع طائرات كانت تمثل شرياناً حيوياً قمن طوال سنوات خدمتهن بنقل عشرات الآلاف من اليمنيين من وإلى دول العالم.

هذا التقرير يتتبع تاريخ ثلاث طائرات حصل “يمن ديلي نيوز” على معلوماتهن في حين لم يتمكن من الحصول على معلومات عن الطائرة الأخيرة، إذ يظهر تاريخهن أنهن دخلن الخدمة على فترات بدأت في العام 1992 أي قبل ثلاثة عقود.

الطائرة الأولى:

إيرباص A320، رمز التسجيل: 7O-AFC، الرقم التسلسلي: 2102. دخلت الخدمة لدى الشركة عام 1992، بعد استخدامها من قبل عدة مشغلين سابقين.

وقبل انضمامها إلى أسطول “اليمنية”، كانت هذه الطائرة مسجّلة تحت رموز تسجيل مختلفة، منها: N489TA، I-EEZP، EI-FGO، وOY-JRZ، مما يشير إلى أنها خدمت مع عدة شركات طيران قبل انتقالها إلى “اليمنية”.

الطائرة الثانية: 

إيرباص A330، رمز التسجيل: 7O-AFE، الرقم التسلسلي: 883.

تسلمتها الخطوط الجوية اليمنية في عام 2007، ولا توجد سجلات تشير إلى تشغيلها من قبل شركات أخرى قبل انضمامها لـ”اليمنية”.

الطائرة الثالثة:

إيرباص A320، رمز التسجيل: 7O-AFA، الرقم التسلسلي: 4653، رقم المحركات: V2527E-A5.

تسلمتها الشركة في 28 أبريل/نيسان 2011، ودخلت الخدمة مباشرة بعد تصنيعها، ولا توجد سجلات تُشير إلى تشغيلها من قبل شركات أخرى.

احتجاز الطائرات

في إبريل/نيسان 2024، استأنفت “الخطوط اليمنية” تسيير رحلاتها التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي، المغلق منذ 2015 وذلك بموجب اتفاق الهدنة المدعوم من الأمم المتحدة.

لكن جماعة الحوثي لم تلتزم باتفاقية الهدنة، حيث أقدمت يوم الثلاثاء 25 يونيو/حزيران 2024 على اختطاف ثلاث طائرات من طراز إيرباص A320، أثناء نقل الحجاج من مطار جدة إلى مطار صنعاء، إضافة إلى الطائرة الرابعة المحتجزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي الوقت ذاته، استولت الجماعة على أكثر من 120 مليون دولار من أموال شركة الخطوط الجوية اليمنية خلال الفترة ما بين 2014 – 2024.

تنفيذ رحلات مشبوهة

استغلت جماعة الحوثي وجود الطائرات الأربع المحتجزة في مطار صنعاء، ونفذت بها رحلات خاصة لنقل قيادات عسكرية إلى العاصمة العُمانية مسقط، ومنها إلى إيران، بغرض التدريب.

كما استخدمت هذه الطائرات لاستقبال خبراء عسكريين ومختصين في تطوير الصواريخ والطائرات المُسيّرة، لتدريب العناصر الحوثية والإشراف على عمليات استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، التي بدأت في نوفمبر 2023.

ورغم هذه الأنشطة، لم تخضع تلك الرحلات لتفتيش من قبل فريق الأمم المتحدة في مطار صنعاء، وهو ما اعتبره عسكريون وسياسيون دليلاً على استغلال الجماعة لتلك الرحلات في نقل أسلحة من إيران عبر طرف ثالث.

استهداف الطائرات

ألمح الجيش الإسرائيلي، في إبريل/نيسان الماضي، إلى شن عمليات عسكرية تستهدف مطار صنعاء الدولي، ردًا على هجمات الحوثيين التي طالت محيط مطار بن غريون بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ باليستية.

وفي مساء الثلاثاء 6 مايو/أيار، شنت المقاتلات الإسرائيلية خمسة عشرة غارة جوية على مطار صنعاء، أدّت إلى تدمير ثلاث طائرات مدنية، بينما نجت طائرة واحدة كانت في رحلة خارجية إلى الأردن.

وفي 17 مايو، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية استئناف رحلاتها المباشرة بين مطار صنعاء ومطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمّان، عقب الانتهاء من صيانة مرافق المطار، وحصولها على التصاريح اللازمة من السلطات الأردنية.

لم يمض أسبوعين على الطائرة الناجية حتى أصبحت هي الخبر، بعد أن أصابتها غارات إسرائيلية استهدفت المطار صباح اليوم الأربعاء 28 مايو/أيار، وهو ماكانت تخشاه وزارة النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

مرتبط

الوسوم

مطار صنعاء

استهداف طائرات الخطوط الجوية اليمنية

غارات إسرائيلية

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط