لتحقيق أهداف الثورة الخمينية.. عصابة الحوثي تُنشئ جهازًا أمنيًا يتناغم مع أطماعها التوسعية خارجيًا
أنشأت عصابة الحوثي الايرانية، جهازًا أمنيًا جديدًا يتناغم مع أطماعها التوسعية خارجيًا، تحت مسمى "جهاز أمن الثورة"، وهو يحاكي التجربة الايرانية بكل تفاصيلها
.
وذكرت تقارير أمنية، أن الجهاز الجديد الذي أنشأته العصابة المصنفة ارهابية، هو استنساخ للتجربة الايرانية، ويحقق الأهداف التوسعية للثورة الخمينية، إلى جانب خدمته لمشروع العصابة الحوثية في اليمن.
القيادة والإشراف
وحسب المعلومات المتوفرة حول طبيعة مهام الجهاز الجديد الداخلية والخارجية، يتضح ان مهمته توفق كل الاجهزة الأمنية الأخرى التابعة للعصابة الحوثي، بما فيها الامن الوقائي والمخابرات، وحتى الامن القومي.
ولأهمية الجهاز المستحدث، تم الحاقه مباشرة بزعيم العصابة عبدالملك الحوثي، واسندت قيادته الى رجل الظل والمقرب من النظام الايراني القيادي جعفر محمد أحمد المرهبي، المعروف بـ"أبو جعفر".
ويُعد المرهبي من الشخصيات الأمنية النافذة في صفوف التنظيم السري للحوثيين، والاكثر تعمقا بفكر شيعة ايران، فهو يمتلك سجلًا حافلًا بالنشاطات السرية المرتبطة بأجهزة استخبارات "فيلق القدس" الإيراني و"حزب الله" اللبناني، كما يرتبط بالشبكات الاجرامية للحوثيبن التي تدير انشطة تهريب اسلحة وممنوعات ونفط ايراني لتوفير غطاء مالي لأنشطة اذرع ايران الارهابية في اليمن والمنطقة.
الخلفية التنظيمية للمرهبي
للمرهبي خلفية اجرامية وارهابية ممتدة الى ما قبل انقلاب العصابة الحوثية في 2014، فنشاطه الاجرامي ضد اليمنيبن يمتد الى مطلع الالفية، حيث اعتقل خلالها بتهم ارهابية.
ويحمل المرهبي خلفية ميدانية وأمنية تعود إلى بداية الصراع، حيث اعتُقل مرتين في 2003 و2004 على خلفية نشاطات حوثية في صنعاء، وأدين لاحقاً في 2008 بتهم تتعلق بالإرهاب، قبل الإفراج عنه بعفو رئاسي عام 2011. منذ ذلك الحين، شارك في تأسيس جهاز "الأمن الوقائي" وتولى مناصب أمنية بارزة.
في عام 2016، حصل على رتبة "عقيد" بقرار من اللجنة الثورية التابعة للجماعة، وتمت ترقيته لاحقاً إلى "لواء"، كما شغل مواقع حكومية رمزية، من بينها وكيل وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة عام 2023.
ورغم ظهوره المحدود، تعتبره عصابة الحوثي أحد رموزها الأمنيين المحوريين، وتفرض سرية مشددة حول تحركاته، لدرجة حذف كل ما يتعلق به من مقاطع وأخبار في وسائل الإعلام التابعة لها، بما في ذلك مواد وثائقية بثّتها قناة "المسيرة".
ويخضع المرهبي حالياً لمحاكمة غيابية أمام المحكمة العسكرية في محافظة مأرب، ضمن قائمة تضم قيادات حوثية متهمة بجرائم إرهاب وانتهاكات جسيمة ضد الدولة والمجتمع.
المهام الخطيرة للجهاز المستحدث
تشير المعلومات المتداولة حول طبيعة عمل الجهاز المستحدث الى، انه يتناغم مع الطموحات التوسعية للعصابة الحوثية المدعومة من إيران.
وتسعى العصابة الارهابية الايرانية في اليمن، من خلال انشاء هذا الجهاز، لتعزيز قبضتها الأمنية وتضخم الهيكلة الاستخباراتية والأجهزة الأمنية لديها على غرار النموذجين الإيراني واللبناني، فيما يعتبره مراقبون مؤشرا على حالة الهلع من محيطها وحتى من بعض قادتها وعناصرها على ضوء ما حدث لحزب الله في لبنان مؤخرا .
وحسب المراقبون، فان ايران وبعد خسارتها لذراع الاقوى في المنطقة والمتمثل بحزب الله في لبنان، وانهيار مشروعها في سورية، دفعت الى تعزيز مكانة الحوثيين في اليمن بشتى انواع الدعم العسكري والمالي، وبدات إعادة التركيبة التنظيمية للحوثيين بما يتوافق مع اهدافها في المنطقة.
ومن هذا المنطق يتوقع ان يعمل الجهاز الجديد للحوثيبن، على تحقيق مهام استراتيجية تشمل توجيه الأداء العام للأجهزة، والتخطيط والرقابة، وتنسيق عمل بقية الكيانات الأمنية التابعة للعصابة، بما يجعله كياناً أعلى نفوذاً ضمن مشروع ما تسمى "ثورة 21 سبتمبر" والرؤية الفقهية لها المنضوية تحت ما يسمى الولاية.
وحسب المعلومات، فإن الجهاز سيضطلع أيضًا بمسؤوليات تتصل بـ"الأمن الخارجي والإقليمي"، في سياق يتناغم مع الطموحات التوسعية للجماعة، ويوازي من حيث الدور وهيكل وزارة الاستخبارات الإيرانية (الإطلاعات).
يذكر ان عصابة الحوثي تدير عدة أجهزة أمنية واستخبارية، بعضها ورثتها من الدولة اليمنية وأخرى استحدثتها خلال العقد الماضي، وتوكل إدارتها حصرا لقيادات مقربة من زعيم الجماعة وعائلته، وشبكة من طبقة السلاليين المنحدرين من صعدة بدرجة رئيسية، ويخدم فيها عناصر يتم اختيارهم بمعايير طائفية ومناطقية تعتمد على القرابة والولاء الايدلوجي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news