في ذكرى الوحدة اليمنية: بين الحلم والتحديات

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 31 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في ذكرى الوحدة اليمنية: بين الحلم والتحديات

كتاب الرأي

كتب إبراهيم الإبراهيم

في كل عام، وتحديدًا في الثاني والعشرين من مايو، يستذكر اليمنيون حدثًا غيّر مجرى تاريخهم الحديث: إعلان الوحدة اليمنية عام 1990، حين توحد شطرا اليمن –الشمالي والجنوبي– في لحظة بدت كأنها تجسيد لحلم الأجيال ومشروع أمةٍ تعبت من الانقسام والشتات. كان ذلك اليوم تتويجًا لعقودٍ من النضال، تخللتها الحروب والصراعات، لكن الأمل حينها بدا أقوى من الخلافات.

غير أن الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة هذا العام تحلّ في ظروفٍ غاية في التعقيد والحساسية، حيث تقف البلاد على حافة انقساماتٍ جديدة، ويتصاعد الحديث عن مشاريع انفصال، ومطالب جنوبية بالاستقلال، وسط نزيف مستمر أنهك الوطن أرضًا وإنسانًا.

فاليمن، منذ اندلاع الحرب في 2015، أصبح ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والدولية. تدخلت دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بهدف استعادة الشرعية، لكن ما لبثت أن تباينت أجنداتهما. دعمت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات يطالب صراحة بالانفصال، وسيطر على أجزاء واسعة من الجنوب، بينما بقيت السعودية متمسكة بوحدة اليمن كإطارٍ جامعٍ لحلّ الأزمة.

هذا الواقع أفرز خارطة سياسية ممزقة: سلطات في الشمال تحت سيطرة الحوثيين، وحكومة شرعية تعاني من الضعف والتشتت، وكيانات جنوبية ترى أن الوحدة لم تحقق طموحاتها، بل عمّقت التهميش والإقصاء. ومع ذلك، فإن الوحدة في وجدان اليمنيين لم تكن يومًا مجرد توقيع على ورق، بل فكرة وطنية عميقة ترتبط بالهوية والمصير المشترك.

إنه لمن المؤلم أن تأتي ذكرى الوحدة في ظل انقسامٍ سياسي وجغرافي وإعلامي، يهدد بفقدان ما تبقى من الرابط الوطني الجامع. لكن الذكرى –ورغم ألم الواقع– تبقى فرصة للتأمل، وربما لإعادة التفكير في شكل جديد من الوحدة: وحدة قائمة على العدالة والتوازن والشراكة، لا على الإقصاء والغلبة.

الوحدة الحقيقية اليوم لا يمكن أن تُفرض بالقوة، ولا أن تُصان بالشعارات. إنما تحتاج إلى حوار وطني شامل، يعترف بالمظالم ويعالج الجراح، ويمنح كل طرف حقه في تقرير مصيره ضمن دولة عادلة، ديمقراطية، متعددة، تصون كرامة الجميع، وتحفظ دماء اليمنيين.

في هذه الذكرى، يحق لكل يمني أن يسأل: ماذا تبقى من الحلم؟ لكن الإجابة لا ينبغي أن تكون يأسًا، بل دعوة صادقة لمراجعة المسار، وتصحيح الأخطاء، وإعادة بناء الوطن على أسس جديدة، تحفظ جوهر الوحدة وتمنع العودة إلى مربعات الصراع والانقسام.

فالوحدة ليست نهاية الطريق، بل بدايته، إذا ما أردنا لوطننا مستقبلًا يليق بتضحيات أبنائه.

إبراهيم الابراهيم


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

انقلاب كامل يجتاح هذه المحافظات (صور)

جهينة يمن | 519 قراءة 

الحوثي يهدد من صنعاء ويتحدث عن "مفاجآت مؤلمة"

جهينة يمن | 286 قراءة 

وساطة قبلية لوقف الاشتباك .. تنازع حوثي شرس على حطام الطائرة المدمرة في مطار صنعاء!

المشهد اليمني | 254 قراءة 

شاهد الفيديو...ماذا قال بوتين للرئيس العليمي أثناء اللقاء بينهما في الكرملين؟

جهينة يمن | 242 قراءة 

مشاهد لإخلاء طائرة الخطوط الجوية اليمنية قبل استهدافها بعدوان إسرائيلي

قناة المهرية | 225 قراءة 

القيادي البارز في حزب التجمع اليمني للاصلاح حميد الاحمر يطالب الرئيس العليمي باقالة هذه الشخصيات احدهما برتبة وزير

المشهد الدولي | 215 قراءة 

مذيع بقناة اماراتية يكشف عن سيطرة الحوثيين على اليمنية

جهينة يمن | 204 قراءة 

اليافعي: قصف الح وثي لمطار عدن أوقع عشرات الق/تلى والجر/حى .. فمن الأكثر إجر/امًا؟

صوت العاصمة | 179 قراءة 

فنانة يمنية تثير الجدل بعد ظهورها من غرفة الإفاقة عقب عملية قص الجفون

بوابتي | 147 قراءة 

للمرة الأولى .. توكل كرمان تصف عيدروس الزبيدي بالزعيم بعد هذا الأمر !

جهينة يمن | 146 قراءة