"نظرية المؤامرة" تحيط بلقاح للفتيات

العرب

احتدم الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس مع انطلاق حملة التلقيح ضد فايروس الورم الحليمي البشري بالنسبة للفتيات البالغات 12 سنة في المدارس، رغم تأكيد السلطات الصحية أن هذا التلقيح آمن وفعال وقد تم إدراجه ضمن الجدول الوطني للتلاقيح بهدف حماية الفتيات بشكل غير مباشر من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.

وانتشرت موجة من الشائعات والمعلومات المضللة بشأن اللقاح على المنصات الاجتماعية بشكل مكثف إلى درجة أن أطباء شاركوا بها ما زاد من عدد الرافضين لتلقيح بناتهم والتشبث بمزاعم أضرار اللقاح ونظرية المؤامرة.

وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تشكك في سلامة هذا التلقيح وتدعو إلى مقاطعته، ومن بينها فيديو لطبيبة تحذر من التأثيرات السلبية للقاح على الصحة الإنجابية للفتيات وتسببه في العقم، حسب اعتقادها، لتنتشر موجة واسعة من الهجوم على اللقاح،

وجاء في تعليق: Chay’ma Laribi

أما بالنسبة للأطباء الذين يطالبون بتطعيم بناتنا الصغيرات ضد فايروس الورم الحليمي البشري والذين لا يزالون في تضارب مصالح منذ كوفيد – 19، فاسألهم ماذا يوجد في هذه اللقاحات بدلا من ذلك!

في الحقيقة، هذه العلاجات الجينية ليست لقاحات، لأنها وضعت: بروتين سبايك، تقنيات النانو متواليات الإيدز، الألومنيوم بجرعات عالية… الهدف هو العقم، وقبل كل شيء، السرطانات التوربينية وإزالة السكان…

وردت مستخدمة على تعليق طبيب يؤكد أن اللقاح آمن بأن هناك شكا في حديثه، وقالت: Fatma Bettaieb

يدخلون لتونس كان التلاقيح من غير بوابة حتى هي أكثر النساء عقرت من تلقيح كورونا واللي عندها واحد صار عمره 9 سنين و10 سنين وثمة 8 سنين وما عاودوش الإنجاب معناها تحديد النسل بطريقة ذكية. من طلعة توا جابوا تلقيح الجهاز التناسلي متاع البنيات لطفك يا ربي دخلنا في عالم غريب والله.

وكتب معلق: Alaa Tlili

الحكاية وما فيها اللي الدولة قررت تدخل في برنامج التلاقيح الوطني تلقيح جديد ضد فايروس hpv عند البنات الصغار على خاطر الأبحاث اكتشفت أن الفايروس هذا عنده دور كبير في التسبب في سرطان عنق الرحم من خلال الضرر اللي يعملو، ومن خلال التلقيح هذا باش يكون عند البنات مناعة ضد الفايروس هذا وبالتالي ضد النوع هذا من الأورام.. معناها ماهوش تلقيح ضد السرطان هو تلقيح ضد المسبب الرئيسي للسرطان.. رغم ذلك يبقى الاحتمال متاع الإصابة بسرطان عنق الرحم موجود أما بنسبة أقل ببرشا (خاطر فما برشا أسباب أخرى ما نجموش نتحكمو فيها).. وحاجة أخرى راهو ما يدخل تلقيح جديد إلا ما تصير عليه دراسات مطولة.. لذا كفانا همجية ورعوانية وخلينا عقلانيين شوية لأن هالتلقيح لا يعمل العقم لا يعمل أي حاجة أخرى كلها أوهام وأكاذيب.. إذا تحب تحمي بنتك نهار آخر خليها تلقح.

وانتقد البعض التقصير في التواصل حول مخاوف المجتمع من هذا التلقيح، من طرف وزارة الصحة.

وبعد موجة الجدل الواسعة أعلنت عمادة الأطباء التونسيين عن إجراءات تأديبية ضد طبيبة لبثها إشاعات حول سلامة تلقيح فايروس الورم الحليمي للفتيات.

وأفادت عضو المجلس الوطني لعمادة الأطباء سامية طرابلسي الاثنين بأن المجلس التأديبي للعمادة شرع في اتخاذ الإجراءات التأديبية ضد طبيبة مسجلة في العمادة، كانت قد نشرت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تشكك في سلامة التلقيح المضاد لفايروس الورم الحليمي وتحذر من تأثيره على الصحة الإنجابية للفتيات.

وأضافت غويلم وهي طبيبة مختصة في أمراض النساء والتوليد، أن التلقيح ضد فايروس الورم الحليمي آمن وفعال ولا يمكن التشكيك فيه، موضّحة أن الدولة سخرت مجهوداتها لإدراج هذا اللقاح ضمن الرزنامة الوطنية للتلاقيح وتوفيره بصفة مجانية من أجل الوقاية من سرطان عنق الرحم الذي تصاب به قرابة 400 امرأة سنويا في تونس، وغالبا ما يتم التفطن إليه في مراحل متأخرة. وشددت على أن هذا اللقاح يتمتع بنفس مستويات السلامة والفعالية والجودة لكل اللقاحات الأخرى المقدمة ضمن البرنامج الوطني للتلقيح في تونس.

وأشارت إلى أن العمادة تتابع في الفترة الأخيرة تداول فيديوهات أخرى لأشخاص يدّعون أنهم أطباء وغير منتمين إلى العمادة، ويحثون فيها الأولياء على عدم تلقيح بناتهم، داعية وزارة الصحة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم من أجل حماية الأمن القومي الصحي للمواطنين وضمان نجاح حملة التلقيح ضد فايروس الورم الحليمي.

وقال ناشط محاولا دحض الإشاعات:

Ahmed Attour

✔️ لقاح HPV تمت الموافقة عليه من هيئة الغذاء والدواء الأميركية منذ سنة 2006.

✔️ منظمة الصحة العالمية صادقت عليه ودرجته ضمن قائمة الأدوية الأساسية منذ 2013.

✔️ يُستخدم الآن في أكثر من 125 دولة، وأنقذ آلاف الأرواح من سرطان عنق الرحم وسرطانات أخرى.

✔️ الدراسات أثبتت أنه لا يسبب العقم ولا يؤثر على الخصوبة، بل هو آمن وفعال جدا.

الخلاصة:

ما تخليش الإشاعات توقفك عن حماية بنتك أو أختك أو نفسك.

الوقاية خير من العلاج، وسرطان عنق الرحم يمكننا القضاء عليه بالتطعيم والفحص المبكر.

وقال إعلامي تونسي:

Ameur Bouazza

كنا نحلم بتغيير العالم وصرنا عاجزين عن إقناع الناس بجدوى التلقيح.

رحم الله جدودنا حين قالوا “الوباء والكراد”، وقد عرفنا الوباء جيدا، ويبدو أن الكراد هو هذا الحمق الذي استشرى فينا.

طبعا كل شخص حر في قناعاته واختياراته حتى وإن كانت خاطئة، لكن بمجرد أن يبدأ في نشرها والترويج لها وإشاعتها بين الناس وبمجرد أن يبدأ في محاججة الأطباء والخبراء بأربع جمل من فيسبوك فقد تجاوز حدود حريته الشخصية، قضيتي لسيت مع سرطان الرحم بل مع الجهل أولا.

في المقابل هناك من أبدى ثقته باللقاح مؤكدا على ضرورة تطعيم الفتيات لحمايتهن، وجاء في تعليق:

Kais Benahmed

أنا أساند فكرة التلقيح ضدّ فايروس الورم الحليمي البشري، وذلك لعدة اعتبارات علمية ومنطقية. أوّلا، التلقيح بصفة عامّة يُعتبر من أنجع الوسائل الوقائية التي أثبتت جدواها في حماية الإنسان من عدة أمراض خطيرة، وهو معتمد في أغلب دول العالم منذ عقود. وثانيا، هذا التلقيح بالذات يقع استعماله منذ ما يقارب العشرين سنة، وقد خضع للعديد من الدراسات والأبحاث الطبية التي أكّدت سلامته وفعاليته. كما أنّه يساهم بصفة مباشرة في الوقاية من بعض أنواع السرطان، خاصّة سرطان عنق الرحم، الذي يُعدّ من أخطر السرطانات التي تصيب النساء. لذلك، أرى أنّ اعتماد هذا التلقيح يمثّل خطوة إيجابية من وزارة الصحة في سبيل تعزيز الصحّة العامة والوقاية من الأمراض.

ويستهدف التلقيح الفتيات اللاتي يدرسن في السنة السادسة ابتدائي، وهنّ عادة في سن الـ12 سنة، وستجرى عمليات التلقيح في جميع المدارس الابتدائية العمومية والخاصة. كما يستهدف التلقيح الفتيات في نفس العمر واللاتي لا يدرسن، وسيحصلن على التلقيح في مراكز الرعاية الصحية الأساسية.

كما سيتجدد التلقيح مرة كل سنة، وبداية من سنة 2026، سيتزامن مع باقي اللقاحات الروتينية مثل لقاح الشلل وغيره، ولن يتم إعطاؤه بشكل منفصل.