يمن إيكو|تقرير:

قام عشرات الطلاب بجامعة الشيخ أنتا ديوب في العاصمة السنغالية داكار، بطرد السفير الإسرائيلي لدى السنغال يوفال واكس، لحظة وصوله للمشاركة في ندوة أكاديمية حول العلاقات الدولية، نظمتها الجامعة، ما حال دون مشاركته وخروجه هارباً تحت ملاحقات وشعارات مناهضة لجرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

وأظهرت مقاطع مرئية للحادثة، طلاباً يحملون علم فلسطين وهم يلاحقون السفير الإسرائيلي في الجامعة، ويرددون شعارات ناقمة عليه وعلى إسرائيل، فيما السفير يهرب مسرعاً في أروقتها وممراتها، ثم يخرج مهرولاً في ساحة المبنى قبل أن يصل إلى سيارة مصفحة تنتظره وتهربه إلى الخارج.

وتحولت مشاهد تلك الاحتجاجات الطلابية والملاحقة للسفير إلى ترند عالمي، مثيراً موجة تضامن عربية وعالمية واسعة مع الشبان المحتجين على وجود الدبلوماسي الإسرائيلي غير المرحَّب به في جامعة سنغالية، حيث عبّر رواد منصة “إكس” عن تقديرهم للطلاب المحتجين، واصفين موقفهم بـ”العمل الشجاع والإنساني”.

وأكد كثيرون أن طرد الممثلين الإسرائيليين هو السبيل الوحيد لمحاسبة “المجرمين”، في ظل تقاعس الجهات الرسمية عن اتخاذ إجراءات مماثلة، حيث كتب أحد المغردين قائلاً: “جاء لحضور مؤتمر عن العلاقات الدولية، ففرّ هارباً وسط هتافات (قاتل) و(فلسطين حرة).. إنه يوم تاريخي وعمل رمزي شجاع”. في حين تساءل آخر “السؤال الأهم من استدعاه؟ لأنه لم يأتِ بالصدفة!”.

وحذّر نشطاء من “محاولات التسلل الإسرائيلية إلى الدول الأفريقية” عبر بوابات دبلوماسية وأكاديمية، داعين السلطات السنغالية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب فوراً، خاصة أن “خطورة الأمر تكمن في اختراق الوعي الطلابي والتسويق للتطبيع واتفاقيات أبراهام”.

وحسب تقرير نشرته الجزيرة، فقد تحوّل غضب المغردين من السياسات الإسرائيلية إلى تعاطف كبير مع القضية الفلسطينية، وإشادة بصبر وصمود أهل غزة رغم ما يتعرضون له من حصار وإبادة، مؤكدين أن الدعاية الإسرائيلية لن تغطي حجم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، وتبعاً لذلك انتشرت على وسائل التواصل صور الأطفال الفلسطينيين وأحوال الأسر المنكوبة، مرفقة بعبارات المواساة والدعوات للضحايا والجرحى والمحاصَرين الذين يموتون جوعاً نتيجة منع المساعدات الإنسانية.

وامتد صدى الترند السنغالي إلى المنصات العربية، حيث لاقت واقعة طرد السفير الإسرائيلي ترحيباً كبيراً، وأعرب متابعون عرب عن إعجابهم بموقف السنغاليين، معتبرين أنه موقف متقدم لم يجرؤ عليه حتى بعض العرب، رغم أنهم أصحاب القضية.

وتأتي حادثة الطرد هذه في ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل، وإدانة منظمات حقوقية وأكاديمية واحتجاجات شعبية عالمية، تطالب بوقف الإبادة في قطاع غزة.

يُذكَر أن الأسابيع الأخيرة شهدت تصاعداً في الاحتجاجات الجامعية في العديد من الدول، بالتزامن مع تصاعد الدعوات للمقاطعة الأكاديمية والاقتصادية لإسرائيل، احتجاجاً على العدوان المستمر على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 54,084 مدنياً وإصابة 123,308 آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية للقطاع. حسب الجزيرة نت.