شهدت محافظة لحج، برعاية محافظ المحافظة اللواء أحمد عبدالله التركي، انعقاد لقاء تشاوري موسّع وغير مسبوق ضم قيادات من وزارة الصحة العامة والسكان، والسلطة المحلية، والأجهزة الأمنية، والنيابة العامة، إضافة إلى اتحاد ملاك الصيدليات والمنشآت الصحية الخاصة، وذلك لمناقشة التحديات المتزايدة المرتبطة بتهريب الأدوية المخدرة وتداول العقاقير النفسية بطريقة غير مشروعة.
وجاء اللقاء في ظل تصاعد الظاهرة التي كشفت عنها تقارير ميدانية وأرقام صادمة، أظهرت حجم الانتشار المقلق لتلك المواد في أوساط المجتمع، ما يشكّل تهديدًا خطيرًا على صحة وسلامة المواطنين، خصوصًا الشباب، وسط مطالبات بضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة وحازمة لوقف هذا التدهور.
اللقاء التشاوري ناقش آليات تنظيم صرف الأدوية النفسية وضبط تداولها، ووضع مقترحات عملية لتعزيز الرقابة على الصيدليات، من أبرزها البدء بالتحول نحو استخدام وصفات طبية وسجلات مشفرة ومتسلسلة، تسهم في الحد من التلاعب، إضافة إلى تشكيل فرق تفتيش مشتركة بين الأجهزة الصحية والأمنية للقيام بزيارات دورية ومفاجئة للمنشآت الصيدلانية.
اقرأ المزيد...
طيران اليمنية ترد على ادعاءات حميد الأحمر بشأن الطائرات الأربع
29 مايو، 2025 ( 9:35 مساءً )
انتقالي أبين يكرم عدداً من عاملات النظافة بالقطاع الحكومي بمديريتي زنجبار وخنفر
29 مايو، 2025 ( 9:27 مساءً )
كما خرج اللقاء بتوصيات تقضي بإنشاء غرفة عمليات للإنذار المبكر تتبع إدارة أمن لحج، تكون مسؤولة عن رصد وتتبع أي نشاط غير قانوني في هذا المجال، إلى جانب الدعوة لتحديث التشريعات الخاصة بالأدوية المخدرة والعقاقير النفسية، وتغليظ العقوبات على المتورطين في تهريبها أو صرفها بطرق مخالفة.
ممثل السلطة المحلية، الأستاذ عوض الصلاحي، أكد في كلمته أن هذا اللقاء يمثّل محطة مهمة في مسار الجهود المشتركة لحماية الشباب من “القاتل الصامت”، في إشارة إلى العقاقير النفسية التي أصبحت تهدد كيان الأسر والمجتمع، مشددًا على أن التشدد في الرقابة سيحد من انتشارها ويجفف منابع الاتجار غير المشروع بها.
من جانبه، قال الدكتور خالد جابر، مدير مكتب الصحة في لحج، إن اللقاء ليس مجرد مناسبة بروتوكولية، بل هو إعلان انطلاق لخطة رقابية صارمة، مؤكدًا أن أي تهاون في هذا الملف يمثل تفريطًا بصحة المواطنين، واصفًا الأدوية المهربة بأنها “قنابل موقوتة تنخر جسد المجتمع من الداخل”.
وفي السياق ذاته، شدد مدير إدارة مكافحة المخدرات بالمحافظة على أن لحج لن تكون بيئة خصبة لتجار هذه السموم، مؤكدًا الجاهزية الكاملة للتعامل بحزم مع أي محاولة لنشر تلك المواد أو تسويقها خارج الأطر القانونية.
من جهته، أوضح الدكتور أنيس محضار، مدير الرقابة والتفتيش في وزارة الصحة، أن الوزارة تعمل، بتوجيهات مباشرة من معالي وزير الصحة الدكتور قاسم بحيبح، على إطلاق دليل رقابي شامل ونماذج موحدة للوصفات والسجلات الصيدلانية، ضمن خطة وطنية لحماية المجتمع من مخاطر صرف العقاقير النفسية بدون ضوابط صحية .
ويُعد هذا اللقاء نقطة انطلاق لتكامل الجهود بين الجهات الرسمية والقطاع الصحي الخاص، نحو ضبط وتنظيم سوق الأدوية، ومنع تفشي الظواهر السلبية التي تهدد النسيج الاجتماعي والأمن الصحي للمواطنين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news