أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية ، إنهاء خدماتها الطبية في مدينتي تعز ومأرب، بعد سنوات من العمل الإنساني في مناطق تضررت بشدة من النزاع جراء الحرب الحوثية المتواصلة.
وأكدت المنظمة أنها سلّمت إدارة الأنشطة والخدمات الصحية إلى السلطات المحلية في المحافظتين، مشيرة إلى أن قرار الانسحاب لا يعني مغادرتها الكاملة للبلاد، إذ ستواصل تنفيذ مشاريعها في محافظات أخرى، رغم ما وصفته بـ”الضغوط المتزايدة” التي يواجهها القطاع الصحي في اليمن.
ففي محافظة مأرب، ركّزت المنظمة منذ عام 2019 على تقديم الرعاية الصحية للمهاجرين والنازحين، وخلال عام 2024 وحده، قدمت أكثر من 32 ألف استشارة طبية خارجية، و2,640 استشارة ما قبل الولادة، إلى جانب توفير 6,000 جرعة لقاح، وعلاج 420 طفلاً من سوء التغذية.
أما في تعز، فقد باشرت المنظمة أعمالها منذ عام 2021، وكان لها دور محوري في دعم مستشفى الجمهوري، أحد أكثر المرافق تضررًا من الحرب.
وشملت تدخلاتها خلال عام 2024 أكثر من 22,580 استشارة ما قبل الولادة، و5,835 استشارة ما بعد الولادة، كما استقبلت 4,214 حالة ولادة وقدمت رعاية متخصصة لـ1,558 رضيعاً، بالإضافة إلى المساعدة في إجراء 8,879 عملية ولادة.
كما ساهمت المنظمة في الاستجابة لحالات الطوارئ، بما في ذلك تفشي أمراض مثل الكوليرا والحصبة، وقدمت مساعدات غير غذائية لآلاف الأسر النازحة، مما عزز من دورها كرافد إنساني في ظل الانهيار الواسع للنظام الصحي في البلاد.
وعبّر رئيس بعثة المنظمة في صنعاء، تيلا محمد، عن اعتزازه بجهود الفريق في دعم الفئات الأكثر ضعفاً، لا سيما النساء والأطفال، مشيدًا بصمود الشعب اليمني في مواجهة الظروف الصحية والإنسانية القاسية.
يأتي هذا الانسحاب في وقت بالغ الحساسية، إذ يعاني اليمن من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ويعتمد ملايين المواطنين على الدعم الطبي الخارجي كوسيلة أساسية للبقاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news