لا تجيد النخبة السياسية #اليمنية إلا الطاعة والرضوخ للإملاءات التي يفرضها الطرف الأقوى، سواء كان إقليمياً أو دولياً، وتعجز عن إطلاق العنان للخيال السياسي والابتكار والمبادرة وفرض الأمر الواقع، نتيجة الخوف من تبعات الرفض وحرصاً على المصالح التي تستفيد منها قلة طفيلية ليست مستعدة للتضحية والتخلي عن أثمان وعوائد تصديق انتظار ما لن يجيء.
يحدث كل هذا الجمود في #اليمن رغم التجارب التي تثبت أن الروافع الخارجية وحدها لا تكفي لزحزحة الأوضاع في أي بلد من الجمود والضياع إلى الانفراج، والدروس من قبلنا ومن بعدنا تثبت أن الدول لن تتحرك لدعمك ما لم تجد بوادر جادة من الداخل لإعادة بناء مسار سياسي دولتي جديد.
للأسف هناك استدعاء للفساد والتراخي داخل الأحزاب والتيارات اليمنية التي لديها جميعاً قيادات مريضة بالماضي وأسيرة للتحوطات وذليلة أمام الإرادات والرغبات الإقليمية، ويمكن لتلك القيادات حشد قائمة طويلة بالمبررات التي تجعل السياسي #اليمني عاجزاً وضعيفاً ومسلوب الإرادة وقليل الحيلة.
ولا يمكن للمتابع إلا أن يلحظ وجود جرعات هائلة من الاستسلام التام لدى النخبة للقضاء والقدر حتى في العمل السياسي، وهذا النوع من الإيمان الأعمى أو التسليم وترقب ما سيأتي به المجهول من أشد أنواع الغباء والعجز السياسي. فيما السياسة فعل واستباق ومبادرة وفرض خيارات لا انتظارات وتواكل وتعويل على صافرة الغريب الذي يأذن لك بالتحرك.
قادة الأحزاب وممثلو الشرعية المجازية في اليمن جوقة واحدة، ولم يتمرد منهم أحد على الواقع الرث أو يرفع صوته قائلاً أنا متنازل عن نصيبي من الكعكة الملوثة بالصبر البليد وذاهب إلى خيارات أخرى أفضلها وأشرفها الانسحاب من تقاسم مناصب لا قيمة لها في الواقع ولا أثر لهياكلها ومسمياتها، إلا بمقدار المكاسب الفردية التي تترتب عليها لحفنة من المسؤولين وعائلاتهم. وهؤلاء لا يعرفون ماذا ينتظرون لأنهم قبلوا بوضع بلدنا في ردهة انتظار نسيها المعني بالأمر الذي يتوهمون أنه سيتحرك لأجلهم، ولذلك لم يبق إلا أن ينسى الناس في اليمن تلك الصالة البعيدة المتعفنة بأنفاس المنتظرين للمجهول، وأن يبتكروا من الداخل قيادات جديدة تصنع الفارق بالفعل وليس التعويل على انتظار الوهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news