تتواصل معاناة اليمنيين في ظل الحرب المستمرة لأكثر من عقد، حيث يتحول عيد الأضحى مناسبة دينية إلى كابوس إضافي.
ويأتي العيد هذا العام في ظل انهيار اقتصادي شامل وتدهور متسارع للعملة المحلية، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواشي واللحوم ومستلزمات العيد، في غياب أي حلول حقيقية تخفف من معاناة المواطنين.
وازدادت أزمة العيد حدة هذا العام، خاصة مع استمرار مليشيا الحوثي في فرض جبايات جديدة على التجار والمواطنين، ما رفع الأسعار إلى مستويات لا تطاق، حتى بالنسبة للفئات الأكثر بساطة.
أسعار الذهب في اليمن اليوم.. تعرّف على الأسعار في عدن وصنعاء 24 مايو 2025
استقرار أسعار الذهب في الأسواق اليمنية اليوم
إعلان الحوثيين عن فتح طريق صنعاء - الضالع - عدن بعد أسابيع من التوتر
وذكرت مصادر محلية من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين أن أسعار المواشي شهدت ارتفاعاً كبيراً، حيث تتراوح أسعار الخرفان بين 200 و250 دولاراً (100 ألف إلى 120 ألف ريال بسعر صرف الجماعة 534 ريالاً للدولار)، فيما بلغت أسعار بعض الثيران قرابة 1500 دولار (مليون ونصف المليون ريال).
وتتم عملية تسعير المواشي عبر الباعة والسماسرة دون موازين دقيقة أو تسعيرة رسمية، مما يعكس غياب الرقابة والفوضى في الأسواق.
وتسببت الجبايات المفروضة من قبل مليشيا الحوثي على تجار المواشي والجزارين في قفزة كبيرة بأسعار الأضاحي واللحوم، مما دفع العديد من التجار إلى بيع مواشيهم مباشرة من المزارع أو في أسواق مؤقتة على أطراف المدن هرباً من الجباة الحوثيين.
وفي مدينة ذمار، كشف تجار مواشي عن استحداث أسواق بيع مؤقتة على جوانب الطرق المؤدية للمدينة، تبدأ عملها بعد الفجر وتنتهي قبل وصول مشرفي الجبايات، مما يسهم في تقليل الخسائر وتمكين المواطنين من الشراء بأسعار معقولة، رغم الخوف من عناصر الجماعة.
وزادت الأزمة تعقيداً مع منع مليشيا الحوثي دخول المواشي المستوردة منذ شهرين بذريعة دعم الإنتاج المحلي، مما ألحق خسائر بالتجار واعتبره مراقبون خطوة لاحتكار السوق عبر تجار موالين ورفع أسعار المواشي المحلية.
ويعبر المواطنون عن ألمهم، حيث قال محمد الشراعي، موظف في شركة تجارية بصنعاء، إنه للعام الثالث على التوالي يعجز عن شراء أضحية ويكتفي بإقناع أطفاله بارتداء ملابس عيد الفطر، وبالكاد جلب كيلوغرامين من اللحم منذ ثلاثة أشهر بسعر 20 دولاراً للكيلو.
ويسخر الموظف الحكومي محمد جمال من حاله، قائلاً إنه اعتاد التجول في أسواق المواشي قبل العيد لكنه ينتهي به المطاف لدى بائع دواجن، ولا يزال يحلم بشراء لحم في العيد ويفشل كل عام.
وفي تعز المحررة، الوضع ليس أفضل، حيث شهدت أسواق المواشي تراجعاً حاداً في الإقبال بعد ارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة، بالتزامن مع تدهور العملة المحلية التي تجاوز سعر الدولار فيها 2530 ريالاً.
ويشير محمود ناجي، طالب جامعي ونجل تاجر مواشي، إلى أن الإنتاج المحلي لم يكن كافياً لتلبية الطلب، خاصة في موسم العيد، وضعف القدرة الشرائية ومخاوف التجار من الخسارة دفع إلى تراجع الاستيراد دون انخفاض في الأسعار.
وتتراوح أسعار الماعز والضأن في تعز بين 100 و160 دولاراً (250 ألف و400 ألف ريال)، بينما لا يتجاوز راتب الموظف العادي 100 دولار شهرياً، وأعلى راتب للمعلمين لا يتعدى 32 دولاراً.
وقال مصدر في مكتب الصناعة والتجارة بتعز إن السلطات المحلية عاجزة عن ضبط أسعار المواشي بسبب تقلب الأسعار وتدهور العملة المستمر، ومحاولة الضبط قد تفجر مشكلات إضافية وتضر بالتجار.
وفي ظل هذا الواقع، تبدو الأضحية حلماً بعيد المنال لآلاف الأسر اليمنية، والفرحة تُختطف كل عام على يد من حولوا مناسبات العيد إلى وسيلة للإثراء على حساب البسطاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news