أمام المشهد المأساوي الذي تعيشه أهم المحافظات اليمنية، “عدن، تعز، وحضرموت”، يتساءل المراقبون: هل نحن إزاء مخطط تآمري من السعودية والإمارات، وعبر وكلائهما المحليين، لإغراق أهم المدن اليمنية بالفوضى وحرب الخدمات، وتدمير مؤسسات الدولة وصناعة الأزمات؟
ما الذي يجري بالضبط؟ فعدن بدون كهرباء، والأوبئة وحمى الضنك والكوليرا تفتك بالسكان.
ونفس الحال في تعز الحالمة، يحلم السكان بشربة ماء نظيفة.
وهناك حضرموت ليست أقل بؤساً من مثيلاتها عدن وتعز، حيث تتنافس الحليفتين (السعودية والإمارات) لخلط الأوراق في مناطق حضرموت، ودعم الصراعات، وتفكيك اللحمة الوطنية لأبناء المحافظة الشرقية.
◾خذلان شامل
لا صوت للشرعية (رئاسة وحكومة)، ولا للتحالف السعودي الإماراتي، ولا لأحزاب التكتل الوطني تجاه هذه الأزمات التي تطحن المواطنين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
لماذا كل هذا الصمت والخذلان للشعب؟ هل نحن أمام مخطط اجتثاث شامل وتدمير ممنهج للشعب والتخلص منه؟
ماذا بقي من شرعية تتآكل كل يوم وتفقد قيمتها ومشروعيتها وتمثيلها للناس؟
أسئلة صادمة تفرض نفسها بقوة أمام هذا الواقع البائس.
خرجت نساء عدن وتعز ولحج وأبين وعبرن عنه بوضوح، وكل طلباتهن خدمة كهرباء وشربة ماء وكيس دقيق.
◾
تيار التغيير والتحرير:
تأسس التيار في حضرموت وعينه على عبث الانتقالي في عدن
من بين جميع المكونات السياسية على الساحة، يظهر تيار التغيير والتحرير أكثر انحيازاً للناس وللمطالب الحقوقية المشروعة للمواطنين، ويتناغم بشكل لافت مع حركة الشارع وهمومه ومتطلباته.
فبرغم ولادته الجديدة، وتحديداً في منتصف شهر أبريل الفائت، إلا أنه كان أكثر إسراعاً في دعم مطالب الاحتجاجات الشعبية السلمية للنساء المتظاهرات من أجل الخدمات في عدن.
فقد أصدر البيانات وغرّد رئيسه رياض النهدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤيداً ومدافعاً عن حق الناس في التعبير السلمي، وانتقد ممارسات المجلس الانتقالي في إرهاب وقمع الفعاليات.
قد يقال بناءً على هذا أن لدى تيار التغيير توجهاً مسبقاً ضد المجلس الانتقالي.
لكن المنطق أن تيار التغيير لديه منطلقات واضحة، ومثله أي مكون شعبي آخر، سينحاز للناس ولقضاياهم العادلة.. ولأن عدن كانت أول نقطة حراك شعبي عبر احتجاجات النساء المطالبة بالخدمات، فإن تيار التغيير والتحرير وجد نفسه ملزماً من جانب أخلاقي أن ينحاز للمظلومين ويسجل أول تحرك شعبي خلاق مع المطالب المشروعة لمواطني عدن في الخدمات والعيش الكريم.
صرخات المظلومين في عدن وتعز وأبين ولحج هي أضعف الإيمان في وجه فساد وعبث طال كل شبر في ربوع الوطن.
المشترك في هذا الوجع أن له فاعلاً واحداً هو الجيران وأدواتهم المحلية.
الفعاليات السلمية في الساحات والشوارع هي الجدار الأخير في واقع مدني جرى تجريفه وعسكرته بشكل كثيف منذ اندلعت الحرب وتدخل الجيران بمخططاتهم ومطامعهم التدميرية.
أخيراً:
اليمن أمة عريقة ضاربة في جذور التاريخ، قد تنهار الحضارات وتسقط الدول، لكن الأمم تبقى ما دامت السموات والأرض.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news