مفجع وصادم.. انتحار قائد عسكري، بيع كُلى، وتشريد قادة، خيانة تكسر ظهر اليمن
وكالة المخا الإخبارية
هزّت الأوساط العسكرية والشعبية أنباء انتحار العميد شرف أسعد، أحد أبرز ضباط القوات الحكومية، ليلة أمس.
جاء هذا الفعل المأساوي نتيجة تردي أوضاعه المعيشية وتراكم الديون والإيجارات، في ظل صمت وتجاهل من قيادته العسكرية.
العميد شرف، الذي كان قائداً لمعسكر "مره" التابع للواء 21 ميكا بمحور عتق، وجد نفسه مهمشاً بعد أحداث معارك 2022، دون منصب أو راتب أو تسوية، ودون اهتمام من القيادة. تحولت حياته إلى صراع يومي مع الفقر، رغم مسيرته الطويلة في التضحية والبطولة بمواجهة ميليشيا الحوثي.
ينحدر العميد شرف من محافظة ريمة، وقد أصيب عدة مرات في ميادين القتال.
عُرف بنزاهته وتواضعه وأخلاقه العالية، ولقبه رفاقه بـ"الضابط النزيه الشريف".
ورغم كل تضحياته، انتهت حياته بمصير مأساوي يثير العار لمن تنكر لجهوده.
لم يكن العميد شرف بطلاً في الميدان فحسب، بل كان رب أسرة مؤمنة، جميع أبنائه يحفظون القرآن الكريم، وقد استُشهد أحد أبنائه، الشهيد صخر شرف، في مواجهة الحوثيين.
في قضية مشابهة، عرض غالب البرار، نجل العميد البرار في الجيش الوطني، إحدى كليتيه للبيع لعلاج والده الذي يعاني من مرض السرطان.
العميد البرار، أحد أبرز مؤسسي الجيش الوطني واللواء 81، يواجه الموت في مأرب وسط خذلان من قيادة المجلس الرئاسي والحكومة ووزارة الدفاع، وعدم استجابتهم للمناشدات المتكررة للتكفل بعلاجه أو نقله للخارج.
وفي سياق متصل، أعلن الصحفي أنور العامري، النائب السابق لرئيس تحرير صحيفة الجيش "26 سبتمبر"، عن نيته بيع إحدى كليتيه لسداد ديونه البالغة أكثر من 12 ألف ريال سعودي.
جاء قراره بعد أن وصل إلى طريق مسدود واستنفذ كل إمكاناته المادية، وشعر بالخذلان من أقاربه وأصدقائه وحتى المسؤولين الحكوميين. أشار العامري إلى خدمته الطويلة في إعلام الجيش منذ عام 2015، واصفاً نفسه بأحد ضباط وزارة الدفاع وأحد أهم مؤسسي دائرة التوجيه المعنوي.
سرد العامري معاناته مع الديون التي أثقلت كاهله، والتي جزء منها يعود إلى تكاليف علاج والده المتوفى، إضافة إلى مبلغ استدانه لشراء "كرفانة" بعد طرده من شقته بسبب تراكم الإيجارات.
اشتكى العامري من عدم استجابة الوحدة التنفيذية بمأرب لتوجيهات وكيل المحافظة بصرف "كرفانة" له، معزياً ذلك إلى عدم وجود وساطة أو انتماء سياسي.
كما ذكر خذلان قيادات الشرعية، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق أحمد عوض بن مبارك ووزير الدفاع الحالي محسن الداعري، وأرفق صوراً لمذكرات موجهة إليهم لمساعدته دون جدوى. أثار منشور العامري موجة عارمة من التضامن والغضب من النشطاء والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، معبرين عن استيائهم من الجحود الذي أظهرته قيادة الشرعية تجاه أحد الكوادر التي خدمت مؤسسات الدولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news