يمن إيكو|أخبار:
تواصل الهيئة العامة للآثار والمتاحف التابعة لحكومة صنعاء، عبر فريق من الباحثين، العمل في مشروعها الاستراتيجي لجمع ودراسة مصادر التاريخ اليمني القديم، وفي مقدمتها النقوش المكتوبة بخطي المسند والزبور، وفق ما ذكرته الهيئة على صفحتها بمنصة “فيسبوك” ورصده موقع “يمن إيكو”.
وقالت الهيئة إن المشروع الذي بدأ بفتح ملف مَحرَم بلقيس– المعبد المعروف في النقوش القديمة باسم “أوَم”– أثمر عن دراسة ما يزيد عن 150 نقشاً، بينها نقوش وثّقها فريقها البحثي لأول مرة بالصور، بعد أن ظلت لعقود بلا توثيق بصري رغم دراستها من باحثين.
وفي تطور جديد، أوضحت الهيئة أن الفريق البحثي التابع لها حصل على صور نقوش بحوزة ورثة عبدالملك السياني، وأخرى بحوزة محمد الذماري، تبيّن لاحقاً أن أغلبها يعود لمدن وممالك الجوف القديمة، مثل (نشّان – نشق – قرناو – يثل)، فكان أن قرر الفريق دراستها وفق ذكر المُلُوك في تلك النقوش.
وأضافت الهيئة أن الباحثين وجدوا في تلك النقوش معطيات غير مسبوقة حول ملوك مدن الجوف، وفي مقدمتها مدينة نشّان، حيث تم التعرّف على أسماء ملوك لم يُذكروا من قبل، منهم ملك سبئي يُرجّح أن اسمه يُوثّق لأول مرة.
وأشارت الهيئة إلى أن تلك النقوش أيضاً مكنت الباحثين من الوقوف على جوانب من العلاقات السياسية والدينية والاقتصادية بين مدن الجوف وملوك سبأ، إضافةً إلى لمحات من الحياة الاجتماعية لسكان تلك المناطق.
وذكرت الهيئة أن النقوش الزبورية، التي بلغ عددها عشرة آلاف عُود، ويعود مصدرها الأساسي إلى مدن وادي الجوف– خاصة “الخربة السوداء” والمعروفة قديماً باسم نشّان– قد فتحت الباب واسعاً للتعرف على وجوه شتى من الحياة اليومية لليمنيين في العصور القديمة.
وأضافت أن الباحثين وجدوا في تلك النقوش مفردات جديدة أو ورد ذكرها وروداً نادراً، وقد جاءت في سياقات أكثر وضوحاً، إلا أن بعضها مازال غامض الدلالة ويحتاج إلى المزيد من النقاش اللغوي لتفسيره بدقة.
وفي ظل هذه المكتشفات، أبدى الفريق البحثي التابع للهيئة مخاوف من تعرّض المدن القديمة لعمليات نهب ممنهجة، ما دفع بهم لمطالبة الدولة بالتدخل، فتم نشر حاميات عسكرية في ثلاث مدن رئيسية: معين، والسوداء، والبيضاء، لتأمينها من السرقات والعبث، على أمل أن يشمل التأمين مستقبلاً بقية المواقع، رغم صعوبة المهمة واتساع رقعة الجوف المليئة بالمآثر.
ولفتت الهيئة إلى أن هدفها والفريق البحثي لا يقتصر على التوثيق، بل يتعداه إلى رسم منهج علمي واضح يصل بهم إلى إعادة قراءة التاريخ اليمني قراءة سليمة، بغرض تصحيحه أو تقويض الروايات التي لا تستند إلى ما وصفته بالأساس المتين، مشيرة إلى أنها بذلك تستكمل الدور الذي بدأت به أقسام التاريخ والآثار في الجامعات اليمنية، وعلى رأسها جامعة صنعاء.
وأشارت الهيئة إلى أن الباحثين اليمنيين لا يزالون يواجهون فجوة معرفية حيال أعمال المستشرقين الذين استبقوهم في جمع النقوش منذ عقود، بدون أن تتوفر حتى اليوم إمكانية الاطلاع الكامل على ما كتبوه أو أخفوه، ما يجعل المشروع اليمني المستقل في هذا المجال أكثر إلحاحاً وضرورة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news