الطفل يونس إسماعيل
برّان برس - خاص:
في مشهد مؤثر، ظهر الطفل اليمني يونس إسماعيل، وهو يلعب كرة القدم، مستخدمًا يده اليمنى المتبقية، بعد أن فقد يده اليسرى، وقدميه بالكامل، إثر قذيفة أطلقها مسلحو جماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب قبل سنوات.
ينحدر “يونس” من مديرية مشرعة وحدنان بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، ويبلغ من العمر 17 عامًا تقريباً. عاش سنوات طفولته الأخيرة في معاناة الإصابة العميقة التي أحرمته حركته وشغفه واهتماماته المتعددة.
مساء الجمعة 2 يونيو/حزيران 2017، بينما كان "يونس" يجلب الماء لوالدته من سبيل حي حوض الأشراف، استهدف الحوثيون بقذيفة هاون تجمعًا لأطفال مصطفين في طابور، ليسقطوا بين قتيل وجريح.
كان “يونس” من بين المصابين، حيث بترت قدميه، وإحدى يديه، وأصيب في عينه. عرفت هذه الحادثة لاحقًا بـ“مجزرة الماء”.
خاض يونس، رحلة علاج طويلة من العلاج، بدءاً من أحد مشافي تعز، وانتهاء بعدّة مشافي بالسعودية التي نقل إليها لاحقاً، وغادرها منتصف العام 2018.
تزامنًا مع اليوم العالمي لكرة القدم 25 مايو/ أيار، تداولت منظمات محلية، صوراً ومقاطع مؤثرة ليونس، يظهر فيها وهو يحتضن كرته محاولاً اللعب بها. كما تضمنت صورًا لأطفال آخرين من محافظات مختلفة حرموا من اللعب بسبب إعاقتهم الدائمة، إذ فقدوا أقدامهم أو أجزاء منها لإصابتهم بالصواريخ أو القذائف أو الألغام الحوثية.
رغم معاناة “يونس”، إلا إنها لم تستطع إخفاء ابتسامته المشرقة، التي عبرت عن شغفه بالحياة واللعب. كما لم تخف إشراقة عينه اليمنى التي بقيت له، بعد أن أخذت منه قذيفة الحوثيين عينه الأخرى.
كان “يونس”، قد نزح من منزله بمديرية مشرعة وحدنان طفلاً غضًا بعد استشهاد والده بداية هجوم الحوثيين على محافظة تعز، ليتنقل مع عائلته إلى حي حوض الأشراف بمديرية صالة، وسط المدينة.
حينها لم يكن قد بلغ العاشرة من عمره، وكان مفعماً بالحيوية والحركة، ونشط في مساعدة أسرته وأبناء الحي، وبالأخص في تعبئة المياه وجلبها إلى المنازل نظراً لحالة الحصار التي كانت تعيشها المدينة في تلك الفترة.
تعرض للإصابة في ذروة الاستهداف الحوثي للأحياء السكنية بالمدينة، حيث طالت القذيفة الحوثية الطفل يونس ومجموعة الأطفال الآخرين بينما كانوا في مهمة جلب المياه، وظل حينها فاقداً للوعي أكثر من أسبوع، ليخضع بعدها لعدّة عمليات، منها عملية لعينه اليسرى التي أصيبت فيما بعد بضمور.
لسنوات عدّة، ظل “يونس” متنقلاً بين مشافي تعز ومأرب وعدن، وصولاً إلى مشافي جدة والرياض، بحثاً عن أطراف صناعية، وللعلاج النفسي. وهنا تكمن قصة أخرى عاشتها أمه معه، وهي تأمل بعودة حيويته ونشاطه.
وبينما يحتفي العالم بأيام الطفولة والتعليم وكرة القدم، تبقى ابتسامة “يونس”، أملاً لأطفال اليمن لاستعادة طفولتهم. كما تظل شاهدة على جرائم جماعة الحوثي المصنفة عالميًا في قوائم الإرهاب التي قتلت وجرحت وشوّهت آلاف الأطفال في جميع أنحاء البلاد.
وبين الحين والآخر، يتعمد الحوثيون استهداف المدنيين في أحياء مدينة تعز وأريافها بالأسلحة الثقيلة والصواريخ والطيران المسير، كما يترصد قناصو الجماعة أي تحرك للمدنيين في المناطق القريبة من خطوط التماس شرقي وشمالي شرق وغرب المدينة.
أطفال اليمن
انتهاكات الحوثيين
تعز
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news