تعز .. صرخة ألم ووجع وغياب دولة
قبل 11 دقيقة
تعز تنادي بصوت الوجع الذي يعتصر قلوب أبناء المدينة بأكملها، وتتساءل: لما يتجاهلني الشعب بكل طوائِفه المُختلفة وانا في أمس الحاجة إليهم؟ ، حتى و إن تناساني الجميع سأرثي نفسي بنفسي، فلا حاجة لي بعطفٍ يأتي بعد ملايين الصرخات الموجوعة
.
تعز يفرض عليها حصار من العدو والصديق من المتربصين و المتخاذلين من كلِ الجهات وكأن بها داء الطاعون الذي لا داء له. أجبرت تعز بأكملها على القبول بالعُزلة عن باقي العالم بلا سبب. لقد أرجعوا هذه المدينة العريقة و العظيمة لتلك العصورِ الحجرية الضائعة بين دهاليز كُتبِ التاريخ.
أي قوم هم هؤلاء؟، وأي حقد هذا الذي يكمن في قلوبهِم، ان كان لهم في الاصل قلوب؟. يتجولون كأنهم يملكون شوارعي يقتُلون كل من يقع في مرمى نيرانِ رصاصهم غير مُبالين بحرمة فِعلتهم او صرخاتِ ضحيتهم. لا يُجيدون التمييز بين طفل او شاب او كهل من الجنسين. حتى الأسواق والمنازل لم تسلم، فسُرقت ثم حُرقت أحلام المدينة وحَرقت معها ذكريات الكثيرين.
في تعز العز والكرامة، هناك من يموت عطشاً او جُوعًا او خوفًا. وهناك من يُقتل بلا سبب، وهناك من يحاربُ المرضَ بلا دواء. كل واحد بمحنته لأن أصحاب المصالح كثر في ما يجري ويحدث في تعز الثقافة والعلم. ولذلك لن ترى مسؤولاً واحداً في بلدي نزيه يقدم لك الخدمات ويساعد المواطن في احتياجاته..
إن كل مسؤول في وطني يعتلي المناصب القيادية والإدارية تجده يبحث عن ما يحقق له الفائدة وينسى معاناة الشعب والمأساة التي يعيشها المواطنون. رغم هذا كله هنالك بعض من الأبواق الإعلامية أصحاب الخراب تجدهم يدافعون عنهم تحت مسمى العدل وما هو بعادل ولا بقريب من ذلك أصلاً .
أصبحت أرواح الكثير من أبناء تعز الحبيبة تهدر، ولا يتم محاسبة الجاني. ومن هنا تبقى تعز ماضية ويسوء حالها في غياب الردع .. تعز الحالمة تعيش أسوأ الأحوال والظروف السياسية والاجتماعية وأصعب المراحل التي تمر بها هذه المدينة المنكوبة من جميع النواحي، غياب تام للدولة والاستقرار والتنمية والحقوق والحريات. تعز بأكملها تعاني ويلات المليشيات الحوثية التي حاصرتها، وجحيم المتنفذين داخلها وخارجها. تحدثنا عن هذا منذ زمن طويل والكتابة موجودة حتى لا يقال أن فلانا انجر وراء الشعبوية، هم أساس التفرقة التي تحدث من خلال خطابات مسمومة تنصف هذا وتتغاضى عن ذاك، وتجد المبرر لهذا إذا ما تعلق الأمر بذاك، وهنا أصل المعضلة التي نعاني منها منذ انقلاب المليشيات وتكاثر المفصعين والقتله فيها.
إذا لم تكن مسؤولاً يهتم بكل ما يخص المدينة ومواطني هذه المدينة وتعمل على دعم الأمن والاستقرار والتنمية مترفعًا عن العاطفة والميول الحزبي، فما أنت بمسؤول أصلا. وإذا ما لم يكن منصبك والكرسي الذي تجلس عليه يساعد الناس على تلبية الاحتياجات والمتطلبات الضرورية والحفاظ على أرواح المدنيين من نساء ورجال وأطفال ومحاولة زرع الأمان والحياة الكريمة في شتى الظروف التي تمر بها البلاد، فإن المنصب بريء منك ومن مهنتك، ولا خير فيك ولا فيمن يدافع عنك وينتفض معك.
أوقفوا هذه المهزلةَ لتحتفظ هذه المدينة الجميلة بما تبقى لها من حلمها وفنها وجمالها. لقد ماتت الآمال والتطلعات بسبب أفعالكم. أوقفوا هذا العبث بأمن تعز أوقفوا الأيادي المتسخة الملوثة بالنهب والسرقة والفساد والمحسوبية. أوقفوا الأيادي التي جعلت الأسلحة منتشرة في شوارع المدينة مع القتله والمتهبشين والمجرمين من أجل أن ننقذ اروحًا ما زالت صامدةَ في وجهِ هذه الظروفِ العصيبة. فرفقًا بمدينة الأحلام والرؤى والثقافة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news