على أطراف صحراء شرورة، وتحديدًا في مركز الوديعة الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، تقف مدينة الحجاج شاهدة على نموذج سعودي فريد في استقبال وتوديع قوافل ضيوف الرحمن.
هناك لا يمر الحاج عبورًا عابرًا، بل يحط رحاله في محطة متكاملة، يجد فيها من الترحاب والخدمة ما يُخفف عناء الطريق ويمهّد روحه لمناسك الحج.
فمنذ انطلاق مشروع استقبال الحجاج القادمين من اليمن، تحوّلت مدينة الحجاج إلى ورشة خدمة دائمة.
حيث عبر أكثر من 11 ألف حاج منذ بدء تفويق الحجاج عبر المنفذ لهذا الموسم، وكانت لهم هذه المدينة بوابة الطمأنينة الأولى نحو المشاعر المقدسة.
وتعمل في هذا المكان منظومة منسّقة يقودها عدد من القطاعات السعودية، جميعها تحولت إلى خلية نحل في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن.
ففي قلب هذه المدينة، تقدم الخدمات بلمسة إنسانية تعبر عن كرم المملكة وأصالة نهجها تجاه حجاج بيت الله في كل موسم.
ولأن التنظيم جزءٌ لا يتجزأ من الكرم، فقد خُصصت مساحة استقبال واسعة على امتداد 450 مترًا مربعًا، صُممت لتضمن الراحة والانسيابية.
ويتجلى العطاء في أوضح صوره من خلال أكثر من 437 متطوعًا، شاركوا بجهدهم ووقتهم وساهموا بما يزيد عن 20 ألف ساعة تطوعية في تنظيم الحشود، وتوزيع الوجبات، وتقديم الإرشاد.
وتبقى مدينة الحجاج في الوديعة ليست مجرد نقطة عبور، بل تجربة إنسانية متكاملة، باعتبارها أول محطة يراه الحاج، وأول خطواته بعد تخطي حدود دولته، تجاه الأراضي المقدسة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news