أعلنت جماعة الحوثي، يوم الإثنين، موافقتها على فتح طريق صنعاء ـ الضالع ـ عدن، بعد أكثر من أسبوع على إعلان سلطات محافظة الضالع التابعة للحكومة الشرعية فتح الطريق الرابط بين العاصمة صنعاء وعدن.
وجاء الإعلان الحوثي بعد أيام من التزام الصمت تجاه مبادرة الحكومة، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين حول المسؤولية عن إعاقة حركة المرور على هذا الطريق الاستراتيجي.
الحوثيون يتهمون الحكومة بالتعطيل
ونقلت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين عن عبداللطيف الشغدري، المحافظ المعين من قبل الجماعة على محافظة الضالع، تأكيده أن "طريق صنعاء – عدن عبر الضالع مفتوحة من قبلهم منذ نحو عام"، متهمًا الحكومة الشرعية برفض فتح الطريق من جانبها.
وأضاف الشغدري: "الطريق مفتوحة من جهتنا منذ العام الماضي، وما زلنا على عهدنا بفتحها"، مطالبًا الطرف الآخر بـ"إثبات مصداقيته من خلال المبادرة بفتح الطريق من جهته".
كما جدد اتهامات الحوثيين للحكومة بـ"رفض فتح الطريق خلال شهر رمضان من العام الماضي رغم جهود التنسيق التي استمرت ستة أشهر"، وفق زعمه.
وأعرب عن أمله في "تجاوب الطرف الآخر مع المبادرة التي تخدم المواطنين وتخفف معاناتهم"، مؤكدًا ضرورة أن "تظل الطريق مفتوحة وآمنة لجميع المواطنين على مدار العام".
اتهامات بالاستغلال الإعلامي
وحذر الشغدري من أن يكون فتح الطريق مجرد "استهلاك إعلامي واستغلال لمعاناة الناس"، مشددًا على أن "فتح الطرق لا يتم عبر مواقع التواصل، بل عبر القنوات والجهات الرسمية".
يأتي ذلك بعد أن أعلن محافظ الضالع التابع للحكومة الشرعية، في 18 مايو الجاري، موافقة السلطات المحلية على فتح طريق الضالع ـ صنعاء الرابط بين عدن وصنعاء "بناءً على توجيهات عليا ولأسباب إنسانية".
الحكومة الشرعية تتهم الحوثيين بتعمد الإعاقة
من جانبها، أكدت قيادة السلطة المحلية والجيش في محافظة الضالع أن "الطريق مفتوحة من مناطق سيطرة القوات الحكومية بمريس"، مشيرة إلى أن "ما يعيق فتح الطريق هو رفض الحوثيين قبول المبادرة، وتفجيرهم للجسور والعبارات وزرعهم للألغام على جوانب الطرق في مناطق سيطرتهم سابقًا".
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت منذ أكثر من عام فتح الطريق من جانبها، لكن المبادرة قوبلت آنذاك بالرفض من قبل القوات الحكومية. إلا أن رد فعل الجماعة هذه المرة جاء متأخرًا بعد إعلان محافظة الضالع، ليكون إعلانهم الأخير أول موقف رسمي لهم بشأن فتح طريق "دمت ـ الضالع ـ عدن" في مناطق المواجهات بمريس.
تداعيات إنسانية واقتصادية
يعد طريق صنعاء ـ عدن عبر الضالع أحد أهم المسارات البرية التي تربط شمال اليمن بجنوبه، وكان إغلاقه لسنوات قد زاد من معاناة المدنيين وأعاق حركة التنقل والتجارة بين المناطق. ويأتي فتحه الآن كبصيص أمل لتخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة في ظل استمرار الحرب والصراع.
ومع ذلك، يبقى التزام الأطراف بضمان أمن الطريق وحرية الحركة فيه تحديًا رئيسيًا، خاصة في ظل الاشتباكات المتقطعة والاتهامات المتبادلة بين الحكومة الشرقية وجماعة الحوثي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news