شهدت إحدى قرى مديرية موزع بمحافظة تعز، قصة مؤلمة ادرفت دموع المواطنين اليمنيين في المنطقة، وتوقف الزمن عند لحظة انتحار امرأة في العقد الرابع من عمرها تدعى "سعيدة"، بطريقة نزفت قلوب أقاربها واحبابها دما وقهرا وألما على رحيلها الذي كان سببه تفاقم معاناتها مع ضنك العيش جراء الأزمات المتواصلة التي عصفت بالبلاد، وتحديدا منذ انقلاب المليشيات الحوثية الغاشم على الدولة.
"سعيدة" التي كانت تبحث عن نصيب من اسمها في حياتها، لكنها واجهت الكثير من الصدمات التي ارهقتها، لكي تعيل أولادها السبعة لوحدها، بعد فقدان والدهم منذ سنوات.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن "سعيدة" واجهت العديد من التحديات التي رافقتها بحثا عن توفير لقمة العيش لاطفالها السبعة (أربعة منهم مبتلون بضمور في الأطراف السفلية ، لا يقوون على المشي ، ولا يملكون كرسياً متحركاً أو حتى وسادة تليق بألآمهم)، فقد واجهت وحدها أوجاع الفقر والعجز ، حيث كانت تسكن في كوخاً من القش.
المصادر أوضحت بأن سعيدة كانت تخرج في كل صباح ، إلى الطرقات المجاورة بحثاً عن لقمة ، عن ما يسدّ جوع صغارها ، عن أي فرصة عمل ، حتى لو كانت ثقيلة على جسدها المريض المنهك، ولم تكن تسأل الكثير ، بل كانت تريد فقط أن تعيش هي وأطفالها بكرامة كبني الإنسان.
وبالرغم من تجاهل المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية ولا حتى جارا لها كلّف نفسه على طرق بابها ليتفاقد حالها، إلا أنها ظلت تقاوم بهدف العيش بكرامة ولم تتنازل لأحد من أجل إنقاذها، بل كانت تقاوم بصمت ، وتنهار يوماً بعد يوم ، حتى لم يبقى فيها ما يكفي لمواجهة الحياة، بحسب ذات المصادر.
تفاصيل عملية الانتحار
وفي صباحٍ مختلف ، صامتٍ أكثر من العادة، غابت سعيدة، ولم تكن في الطرقات ، ولا أمام الكوخ الصغير، حيث أوضح جيران سعيدة انهم وجدوا حذاءها على حافة بئر مهجورة، مشيرين إلى انهم وجدوا حذاء نسائي قديم ( بالعامية شنبل) عليه قطرات ماء متناثرة، مؤكدين انهم سمعوا صدى حزين في عمق البئر، حينها ادركوا ان سعيدة قد قررت ان تكتب نهايتها ، مودعة عالماً لم ينصفها او يلتف إليها ، ولا منحها حتى حق الشكوى.
المصادر أوضحت بأن سعيدة قفزت إلى أعماق البئر بعدما أثقلها اليأس ، وتركت أبناءها المعاقين في كوخ من قش ، يواجهون مصيراً أكثر قسوة من الجوع والفقر والغياب.
وأكدت نفس المصادر ان الأطفال لازالوا في الكوخ وحدهم ، بلا معيل ، ولا خبز ، ولا دواء ، ولا حتى حضن أم يدفئ عجزهم.
وأشارت المصادر إلى ان قصة سعيدة ليست الأولى في وطن يغرق بين الأحزان ، لكنها تعد تذكيرا قاسياً بأن هناك من يموتون في صمت، في ظل غياب منظمات حقوق الإنسان والسلطات الحكومية في تأذية واجباتهم تجاه المواطنين.
ناشطون وإعلاميون يمنيون أطلقوا مناشادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي ومنصات البث المباشر، إلى كل من يستطيع ان يمد يده لمساعدة الأطفال الذين لازالوا دون معيل يوفر لهم الغذاء وكل ما يحتاجونه من علاج لمرضهم.
يذكر ان هناك العديد من الأرواح في المحافظات اليمنية تجابه الحياة الصعبة مثل سعيدة لا تتحدث عن واقعها، فالبحث عنهم بات ضروريا ومساعدتهم أصبح أمرا أكثر أهمية، فالتحرك للبحث عنهم أمر في بالغ الأهمية، قبل أن يتركوا احذيتهم على حافة الهاوية، ولنا في سعيدة مثال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news