أطلق نشطاء يمنيون حملة إلكترونية واسعة للمطالبة بإنقاذ مدينة عدن، من تفشي الأوبئة والحميات التي تهدد حياة السكان.
وتأتي هذه الحملة، التي انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، تحت وسم "#الحميات_تفتك_بعدن"، تعبيرًا عن الوضع الصحي المتردي الذي تشهده المدينة.
"عدن تتحول إلى مقبرة مفتوحة"
وأكد الناشط سعيد ناصر أن الأوبئة والحميات تحصد أرواح العشرات يوميًا في عدن، مشيرًا إلى أن المشهد يزداد مأساوية مع استمرار انقطاع الكهرباء واكتظاظ المستشفيات ونُدرة الأدوية.
وانتقد ناصر ما وصفه بـ "السبات العميق" للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وعجزهما عن التعامل مع الأزمة المتفاقمة.
وتساءل: "هل أصبحت حياة الناس مجرد أرقام لا تهم أحد؟"، داعيًا إلى تحرك فوري لإنقاذ المدينة قبل أن تتحول إلى "مقبرة مفتوحة لسكانها".
"الزبيدي يعين.. والمرض ينهش"
من جهته، انتقد الناشط سالم البكري قيام رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، بتعيين مناصب جديدة في ظل تردي الخدمات وتفشي الأوبئة.
واعتبر البكري ذلك "استعراضًا" لا يعكس معاناة الناس الحقيقية، مؤكدًا أن السياسة تحولت إلى مجرد تصريحات بينما الجوع والمرض ينهشان أرواح الأبرياء.
"عدن منطقة موبوءة.. وصمت مريب"
وقال الناشط أديب فضل إن عدن أصبحت منطقة موبوءة، مشيرًا إلى أن الوباء يحصد الأرواح وسط تكتم مريب من قبل وزارة الصحة والسلطة المحلية في المدينة.
وأكد فضل أن هذا الصمت يلف أعداد الضحايا وحجم انتشار الأمراض الفتاكة، وكأن أرواح الناس لا قيمة لها.
وأشار إلى أن الأهالي يواجهون كابوسًا آخر يتمثل في تكاليف العلاج الباهظة، التي قد تتجاوز قدرة الأسر في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام الخدمات الأساسية.
وناشد فضل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري والعاجل لتقديم الدعم اللازم للمواطنين في عدن، مؤكدًا أنهم ليسوا مجرد أرقام صامتة في سجلات الموت.
"الأوبئة تجتاح عدن وتعز"
أوضحت الناشطة منال الشيباني أن محافظتي عدن وتعز تواجهان موجة مقلقة من تفشي الأوبئة، مثل الملاريا وحمى الضنك والكوليرا والحصبة، وذلك في ظل بنية تحتية صحية متدهورة ونقص في الدعم الطبي.
وتشير آخر الإحصاءات إلى أنه تم تسجيل حوالي 50 ألف حالة إصابة بالملاريا في عدن منذ بداية العام الحالي، بالإضافة إلى حوالي 1000 حالة إصابة بحمى الضنك، مع تسجيل 12 حالة وفاة مرتبطة بهذه الأمراض.
وأشارت الشيباني إلى أن الوضع الصحي في عدن يتدهور بشكل ملحوظ، حيث يستقبل مركز العزل في مستشفى الصداقة أكثر من 40 حالة يوميًا، وسط إشراف طبي محدود، وأن انسحاب المنظمات الداعمة أدى إلى تفاقم الوضع.
"انقذوا عدن وأهلها"
من جانبه وجه الناشط ناصر عمر الحامد نداءً إلى التحالف العربي والحكومة اليمنية والجهات المسؤولة وقيادات ورجال الخير والمال لإنقاذ أهالي عدن من شدة الطقس والأمراض المنتشرة.
وطالب الحامد بتوفير خدمة التيار الكهربائي ومياه الشرب بمقدار احتياج الناس لها، وإيجاد الخدمات العامة الأخرى التي تمس حياة المواطن وتحفظ كرامته.
وأكد الحامد أن الوضع المزري الذي يعيشه سكان عدن تسبب في معاناة حقيقية للأطفال والشيوخ والنساء والشباب، داعيًا الله أن يفرج عنهم ويزيل كل فاسد يتلذذ بمعاناتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news