أطلق ناشطون وإعلاميون يمنيون حملة إعلامية واسعة لتسليط الضوء على مشهد التشييع الشعبي المهيب للشيخ ناجي جمعان في صنعاء، والذي تحوّل إلى تظاهرة صامتة تعكس رفضًا شعبيًا عارمًا للمليشيا الحوثية.
هذا الحشد الكبير، الذي تجاوز كونه مجرد مراسم دفن، كشف عن عزلة المليشيا المتزايدة داخل المجتمع اليمني، لا سيما في الأوساط القبلية التي سعت الجماعة لسنوات طويلة لإخضاعها بالترهيب والإذلال.
تجاوزت رسائل هذا التجمع العفوي والطوعي الشيخ الراحل لتعلن بوضوح أن زمن الخوف قد ولى، وأن إرادة الشعب أقوى من بطش الكهنوت، وأن اليمنيين مستعدون لاستعادة دولتهم وكرامتهم من قبضة المليشيا العنصرية.
ففي ظل بيئة أمنية خانقة، أثبتت القبائل اليمنية أنها لا تزال عصية على الانكسار، ومحتفظة بولائها لرموزها وثوابتها الوطنية رغم كل محاولات التفكيك التي مارستها المليشيا.
هذا الحضور الجماهيري الضخم بعث برسالة واضحة من أهالي صنعاء مفادها: "نحن هنا.. لا نعترف بسلطة البطش، ولا نقبل أن نصير عبيدًا لسلالة تدعي الحق الإلهي".
ويعكس هذا الحشد احتقانًا شعبيًا مكتومًا وعارمًا، ما يشير إلى قرب نهاية زمن القهر الحوثي وبداية تشكل وعي جماهيري يدعو إلى التحرر والمواجهة. القبائل التي ظن الحوثيون أنهم أخضعوها بالمال والسلاح، أثبتت أنها لا تبيع كرامتها، وأنها تقف إلى جانب رموز المقاومة ضد رموز القمع والقتل.
يعيد تشييع الشيخ ناجي جمعان، أحد أبرز رموز انتفاضة ديسمبر، للأذهان مشهد مواجهة الحوثيين في قلب صنعاء، مؤكدًا أن روح المقاومة لا تزال حية.
كما كشفت الحشود العفوية مدى هشاشة قبضة المليشيا، وأكدت أن المجتمع اليمني لا يزال يحتفظ بروحه وينتظر لحظة الخلاص.
لم تعد القبائل تكتفي بالصمت، بل تستخدم المناسبات الاجتماعية والوطنية للتعبير عن رفضها بطرق ذكية تتجاوز أسوار الرعب والملاحقة.
الاحتشاد الشعبي يعني ببساطة أن الحوثيين لم يكسبوا المجتمع، وأن كل ما بنوه من إرهاب لم يقتل الروح الوطنية في صدور اليمنيين.
تترجم هذه الرسائل عزلة الحوثي عن الناس، وتكشف فشل مشروعه القائم على التخويف والنهب والعنصرية، وأن المجتمع صار يدرك حقيقته.
ما حدث في صنعاء يجب أن يُقرأ جيدًا: إنه استفتاء شعبي صامت ضد المليشيا، ورسالة واضحة تقول: "لا مستقبل لكم بيننا".
وداع شيخ ورفض مليشيا - ناجي جمعان - صنعاء -الحوثيون - رفض شعبي - اليمن - القبائل اليمنية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news