في تطور يحمل رسائل مباشرة لواشنطن، ألمحت إيران، الاثنين، إلى تراجعها عن أي صفقة مؤقتة مع الولايات المتحدة بشأن ملفها النووي، بالتوازي مع إعلانها التوصل إلى آلية استراتيجية مع الصين لتجاوز العقوبات وكسر الحصار الاقتصادي المفروض عليها منذ سنوات.
وأكد الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، أن بلاده تمتلك من القدرات والإمكانات ما يكفي لتجاوز العقوبات الأميركية، مضيفًا أن طهران لن تخضع لأي ضغوط تمس سيادتها أو استقلال قرارها النووي.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع موقف متشدد من وزارة الخارجية الإيرانية، حيث صرّح المتحدث إسماعيل بقائي بأن إيران رفضت عرضًا أميركيًا بتجميد مؤقت لتخصيب اليورانيوم مقابل اتفاق محدود، مجددًا التأكيد أن "ملف التخصيب خط أحمر لا نقاش فيه".
بدوره، نفى وزير الخارجية عباس عرافجي بشكل قاطع وجود أي محادثات بشأن اتفاق مؤقت مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن التصريحات الصادرة عن البيت الأبيض في هذا الشأن لا تستند إلى واقع تفاوضي ملموس.
هذا التصلب الإيراني تزامن مع إعلان استراتيجي مهم: اتفاق بين طهران وبكين على إنشاء ممر سكك حديدية جديد يتجاوز المسارات البحرية الخاضعة للهيمنة الأميركية، وخصوصًا مضيق ملقا الحيوي. ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام صينية، فإن هذا الممر الجديد سيختصر زمن الشحن بين البلدين إلى 15 يومًا بدلًا من 40، ويفتح طريقًا أكثر أمانًا وفعالية لتصدير النفط الإيراني ونقل البضائع الصينية نحو الأسواق الأوروبية.
بكين وصفت الخطوة بأنها "ضربة نوعية" لمساعي واشنطن في فرض السيطرة على خطوط الملاحة البحرية، ومنع الصين من الوصول السلس إلى مصادر الطاقة والأسواق الدولية.
وفي ظل هذه المستجدات، يبدو أن طهران تسعى إلى رسم خريطة جديدة لمواجهة الضغوط الأميركية، لا عبر الصدام العسكري، بل من خلال تفكيك منظومة الحصار وخلق توازنات إقليمية ودولية تعيد ترتيب النفوذ العالمي من جديد.
المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news