قال السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم براك، إن الغرب ارتكب قبل قرن من الزمن "خطأ تاريخياً" بتقسيم المنطقة عبر خرائط وقرارات استعمارية، مؤكداً أن واشنطن لن تكرر ذلك المسار، وأن الوقت قد حان لتمكين السوريين وشعوب المنطقة من رسم مستقبلهم بأنفسهم.
وقال براك في تغريدة على حسابأنشأه مؤخراً ووثقته منصة "إكس" باعتباره جهة حكومية، إن فرضَ الغرب قبل قرنٍ من الزمان خرائط وانتداباتٍ ورسمَ حدوداً بأقلام الرصاص و(نصّب نفسه عليها) حاكماً أجنبياً. فقسّمت اتفاقية سايكس-بيكو سورية وعموم المنطقة لأجل المطامع الإمبريالية لا لأجل السلام. وقد كلّف ذلك الخطأ أجيالاً بأكملها. ولن نُكرّرهُ مرة أخرى".
وأضاف: "عصرُ التدخل الغربي قد ولّى إلى غير رجعة. أما المستقبلُ فهو للحلول التي تضعها المنطقة بنفسها، وللشراكات، وللدبلوماسية القائمة على الاحترام (المتبادل)".
وأشار براك إلى خطاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الرياض عام 2017 قائلاً: "كما شدّد الرئيس ترمب في خطابه في الرياض في ال١٣ من أيار فإنّ الأيّام التي كان فيها المتدخّلون الغربيون يطيرون إلى الشرق الأوسط ليحاضروا فيكم عن الطريقة التي يجب أن تعيشوا حياتكم فيها وتديروا بها شأنكم قد ولّت".
وتابع: "لقد وُلِدَت مأساةُ سورية من التقسيم. ولذا فينبغي أن يكون مولدها الجديد من إكرام السوريين، وتوحيدهم، والاستثمار فيهم. وخير مبتدى لذلك هو (التماس) الحقيقة (وإرساء) المحاسبة—والعمل مع المنطقة، لا الالتفاف عليها".
وأكد المبعوث الأميركي أن بلاده تقف إلى جانب السوريين بالتعاون مع تركيا ودول الخليج وأوروبا، مشدداً على أن هذا الدعم لا يتم عبر "الجنود والمحاضرات والحدود الوهمية" كما في الماضي، وإنما من خلال التمكين الفعلي.
واختتم تصريحه بالقول: "ومع سقوط نظام الأسد، فقد أصبح الباب مُشرعاً للسلام—وسنُمَكِّنُ الشعب السوري أخيراً عن طريق رفع العقوبات من فتح ذلك الباب واستكشاف طريق [مختلف] نحو الازدهار والأمن من جديد".
ويُعدّ هذا التصريح من أرفع الانتقادات العلنية التي توجهها واشنطن، بأثر رجعي، إلى اتفاقية سايكس-بيكو، التي أبرمت عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا لتقاسم النفوذ في المشرق العربي، والتي لا تزال تُحمَّل مسؤولية تشكُّل كثير من الأزمات الجيوسياسية في المنطقة.
وجاء التصريح للمسؤول الأمريكي بعد يوم واحد من لقائه لللرئيس السوري أحمد الشرع في مدينة إسطنبول التركية، لمناقشة عدد من الملفات الحيوية وسُبل دعم الاستثمارات الأجنبية في سوريا، ولاسيّما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، حسب الإخبارية السورية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news