سرقة مخزن أسلحة تابع لمليشيا الحوثي في إب تكشف صراعاً داخلياً محتدماً
كشفت مصادر محلية متطابقة في محافظة إب، وسط اليمن، عن تعرض أحد مخازن الأسلحة التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية لعملية سرقة منظمة، في حادثة تعكس حجم الصراع والانقسام المتفاقم داخل أجنحة المليشيا.
ووفقاً للمصادر، فإن المخزن المستهدف يقع ضمن مباني إدارة أمن محافظة إب، التي تخضع لسيطرة المليشيا منذ سنوات. وقد جرى نهب العشرات من قطع السلاح وكمية كبيرة من الذخائر المتنوعة، وسط حالة من التكتم الشديد من قبل القيادات الحوثية التي تحاول التعتيم على تفاصيل الواقعة.
المصادر أوضحت أن العملية نُفذت من قبل عناصر حوثية تتبع إدارة أمن إب نفسها، ما يعزز فرضية تورط أطراف من داخل المليشيا في عملية السرقة، التي جاءت في خضم تصاعد الخلافات الداخلية بين القيادات الحوثية على النفوذ والمصالح.
وفي الوقت الذي تبادلت فيه قيادات المليشيا الاتهامات، لا سيما بين المنتمين لمحافظة إب، قامت الجماعة باعتقال عدد من عناصرها بتهمة التورط في السرقة، في محاولة لإخماد تداعيات الحادثة داخلياً.
وتأتي هذه الحادثة في ظل انفلات أمني كبير تشهده مدينة إب، نتيجة لقيام مليشيا الحوثي بتعيين مشرفين أمنيّين من عناصرها ممن لهم سجلات إجرامية وخارجين عن القانون، الأمر الذي زاد من تفشي الجرائم والانتهاكات بحق السكان، وفاقم من معاناة المواطنين. وقد تحولت المدينة إلى ساحة لتصفية الحسابات والفساد، في ظل غياب مؤسسات الدولة والقانون، واستغلال الحوثيين للمراكز الأمنية كأدوات قمع ونهب.
وتؤكد هذه الواقعة تزايد مظاهر الانفلات والفساد داخل مؤسسات الحوثيين، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث تتكرر حوادث نهب السلاح والمال العام من قبل أفراد وقيادات في الجماعة نفسها، في ظل غياب أي مساءلة حقيقية أو نظام رقابي.
ويُنظر إلى هذه الحادثة على أنها انعكاس مباشر لصراع النفوذ والسيطرة الذي يضرب بنية المليشيا منذ انقلابها على السلطة في سبتمبر 2014م، وما تبعه من انقسامات وتصدعات داخلية، أضعفت قدرتها على ضبط عناصرها حتى في المواقع الحساسة كإدارة الأمن ومخازن السلاح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news