غمرت مياه الصرف الصحي أمس عدداً من شوارع مديرية التواهي بمحافظة عدن، نتيجة انسداد الأنابيب وتدهور شبكة الصرف القديمة، ما تسبب في فيضانات امتدت من الأحياء السكنية إلى سوق المديرية العام، وسط غياب حلول جذرية من السلطة المحلية.
وقال سكان محليون إن السبب الرئيس لتكرار هذه الكارثة يعود إلى تهالك البنية التحتية وعدم تطوير شبكة الصرف الصحي منذ عقود، في ظل تضاعف عدد السكان، إضافة إلى قيام بعض الأهالي برمي النفايات في مجاري المياه بدلاً من الحاويات المخصصة للقمامة، ما يفاقم من انسداد الأنابيب.
ورغم فداحة المشهد، أشاد المواطنون بسرعة استجابة عمال الصرف الصحي الذين هرعوا لاحتواء الموقف، مثمنين جهودهم الكبيرة رغم ضعف الإمكانيات وضآلة المرتبات التي يتقاضونها. وأكدوا أن عمال الصرف يعملون في ظروف شاقة للغاية، لا سيما في ظل تفشي الحميات، وفي مقدمتها حمى الضنك، ما يجعل من كل فيضان بيئيًا تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة.
وفي تصريحات لـ "الأيام"، قال عدد من عمال الصرف الصحي إنهم يبذلون قصارى جهدهم للتخفيف من معاناة الناس، رغم افتقارهم لأدوات العمل المناسبة. وناشدوا مؤسسة المياه والصرف الصحي والسلطة المحلية بتوفير "الجرائد البلاستيكية" – وهي أنابيب مرنة تُستخدم لتسليك المجاري – بدلاً من الأسياخ الحديدية التي باتت تعيق عملهم وتسبب لهم أضرارًا جسدية.
وأكدوا أن تلك الأنابيب البلاستيكية الزرقاء، بعرضها ومرونتها، تُعد أداة مثالية لتجاوز الانسدادات بسرعة وفعالية، على عكس الأسياخ المعدنية التي تتسم بالصلابة والثقل، ما يؤدي إلى تأخير عمليات التسليك وتعرضهم للإرهاق تحت حرارة الشمس المرتفعة.
ويأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه عدن تراجعًا مستمرًا في الخدمات الأساسية، وسط مطالب متزايدة للسلطات المحلية بوضع خطة طارئة لمعالجة البنية التحتية وتوفير الحد الأدنى من أدوات العمل لعمال الميدان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news