عدن حرة / صدام اللحجي :
مشهد يبدو وكأنه عمل فني من مدرسة "العبث العمراني"، تحتضن حارة الخطيب بمدينة الحوطة معرضاً دائماً ومفتوحاً تحت عنوان "فن الأنابيب المكشوفة"، حيث تمتد شبكات المياه فوق الأرض كأنها خطوط لفنان متمرد قرر أن يرسم لوحة على الإسفلت والغبار.
مواسير المياه تمر في وسط الزقاق كأنها سكة قطار، تتقاطع وتتشابك وتلتف، في مشهد يُبهج المهندس المجنون ويُحيّر المواطن البسيط، الذي لم يعد يعرف إن كان يسير في شارع أم يتجول داخل مختبر سباكة مفتوح.
ورغم كثافة الأنابيب وتشعبها، فإن المفارقة الساخرة تكمن في أن "الماء عمى جهر"! المواطنون يفتحون الصنابير بآمال كبيرة ويغلقونها بخيبة أكبر، منتظرين قطرة تمر من هذا السيرك الهيدروليكي.
أما السلامة العامة، فهي آخر همٍّ في هذه المسرحية، حيث تتعثر الأقدام، وتنكسر العتبات، ويضيع الأطفال بين الأنابيب كأنهم في متاهة هندسية بلا مخرج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news