التزاحم على سوريا

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 24 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التزاحم على سوريا

التزاحم على سوريا

قبل 16 دقيقة

ليست هذه أول حالة جيوسياسية تحصل في تنافس اكثر من قوة ودولة على التواجد في سوريا، هذا البلد العربي ذي الموقع الجيوستراتيجي فائق الأهمية، لكن تتبع مستوى التنافس يصبح محسوسًا عند بلوغه مرحلة التزاحم والمزاحمة على الدور والتأثير في اتجاهات البلد المستقبلية

.

يمكن طرح سؤال في صيغة اخرى اكثر واقعية من هي القوى او الدول التي تتزاحم على سوريا حتى الان؟، وما هي أدواتها للحضور والتاثير؟.

ربما من دون الابتعاد كثيرًا عن رصد اي متابع سياسي او باحث ان يلحظ بأن هناك دولتين تتنافسان إلى حد درجة المزاحمة وهما دولة إقليمية جارة لسوريا هي تركيا بينما الدولة الثانية عربية وتشهد صعودًا كبيرًا كقوة إقليمية عظمى هي المملكة العربية السعودية.

تركيا في عهد اردوغان من خلال حزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الاسلامية الاخوانية لها أطماع تاريخية لا تخفى في المنطقة، وخصوصًا في العراق وسوريا، وحتى بلدان عربية بعيدة عنها نسبيًا مثل ليبيا، وكما يقال ان الجنود تزحف على بطونها فالدول تزحف وراء مصالحها. وعلى الرغم ان تركيا بفعل قربها من قادة حركة الإخوان المسلمين في ليبيا قد حققت اختراقًا جزئيًا في هذا البلد العربي ذو الجذور القومية، فهي بلا شك قد استفادت من عقود مليارية من حكومة الوحدة بقيادة السيد عبد الحميد دبيبة ومن قبله السراج وكما تسعى للحصول على مواقع بحرية في المياه الاقليمية الليبية تضم مكامن للغاز.

لكنها في العراق توقفت عند جدار هيمنة حكم الشيعة الموالي لايران ومع ذلك بات العراق شريكا تجاريا لها بتصدير ما قيمته ١٨ مليار دولار بضائع وخدمات وشركات مقاولات.  لكن بقيت عين تركيا منذ تفجر الأحداث فيها منذ عام ٢٠١١ م على الشام وبقيت أمنية الرئيس اردوغان في الصلاة في الجامع الاموي عبارة عن جهد مكلف في احتضان المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، إضافة إلى أكثر من مليوني نازح ومهجر لكنه لم ييأس من فرصة سوف تلوح في نهاية عام ٢٠٢٤ بتحريك قوات حركة تحرير الشام والفصائل  المنضوية تحت رايتها ليكسب دمشق بسهولة وسرعة. حتى الآن لا أحد يعرف كيف وصل ابو محمد الجولاني الرئيس الحالي احمد الشرع لكي يصلي ركعتي الشكر في ميدان الامويين!!

ففيما مضت تركيا تحقق ومن خلال شراكتها التقليدية مع دولة قطر نقاطا في المشهد السوري فوجئت بأن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قد حقق بالضربة القاضية جل اهدافه في سوريا عبر طلبه المستجاب

من الرئيس الأمريكي ترامب برفع العقوبات عن سورية وكسب قلوب السوريين والتي تميل بحكم عاطفتها الى السعودية لاعتبارات تاريخية ودينية وتوجهات المملكة العروبية. يضاف الى ذلك انطلاق سلاسل دعم لوجستي في الصحة والخدمات والاغاثة مثلما وظفت لحكومة الشرع دعما سياسيا دوليا وخصوصا على الصعيد الاوربي.

كل ذلك خلق شعورا تركيا من عدم الارتياح لهذا الدور الكبير والاقتحام غير المتوقع لخطط تركية كانت معدة لسوريا رغم المجاملات الدبلوماسية والخطاب المتوازن. 

ففيما اختارت دولة الامارات العربية بحسب مضمون حديث الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية لقناة فوكس نيوز سياسة التمهل والتاكد من موثوقية التوجهات السورية لحكومة الشرع مع انفتاح محسوب فان قطر توظف كل ما تملكه من علاقات امريكية واوربية لتعزيز الانخراط التركي في سوريا عبر وعود بمشاريع لتحسين الطاقة والمطارات الا ان ما يواجهها من صعوبة في فرص الدور والتأثير هما نقطتان اساسيتان.

الاولى.. حجم الامكانيات التي يمكن أن توجهها المملكة العربية السعودية نحو الساحة السورية وخصوصا ان تركيا لا تريد ان تدفع أموالها خارج نطاقها الجغرافي بسبب ازمتها الاقتصادية وكبر اعباء الرئيس اردوغان داخليا وحجم المعارضة السياسية له في الشارع التركي. 

الثانية ،، ان سياسة قطر انها لا تريد التصادم مع الدور السعودي في اية محطة او موقع لاسباب معروفة فهي تحاول الاختباء وراء الدور والحضور التركي.

نحن نشهد تداخل وتشابك عوامل عدة لصنع سوريا جديدة مختلفة عن سوريا الاسد ومحور ايران وهنا لا بد من احتساب الاعاقة التي يمكن أن تلعبها ايران واسرائيل في نجاح حكومة الشرع في تثبيت حالة من الاستقرار السياسي والامني ودفع عجلة التنمية المتوقفة منذ اكثر من عقد .

اظن ان المشكلة في سوريا ومع تقدم الدور السعودي وعطاءه السخي ووقوفه الى جانب حكومتها سياسيا واقتصاديا لكن يبق الشيء المحير  ما الذي يدور في عقل الرئيس احمد الشرع؟ والى أين يريد السير الى اية وجهة رغم ان بعض الوجهات سوف تصل إلى حد التنازع والمزاحمة والصراع على الدور.

فغموض الرجل وسلوكه السياسي يوحي بالاطمئنان ولكن ما نسمعه عما يدور في الشارع من تصرفات وضعف في قيام ادارات حكومية فاعلة سوف يقلل من الطموحات وكما يقال في علم السياسة انه يدرس ويحلل الوقائع ولا يسبح في التمنيات.

* كاتب واكاديمي من العراق


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : في خطوة مفاجئة ...رئيس مجلس القضاء الاعلى في العاصمة صنعاء يفاجئ الجميع ويتخذ هذا القرار بحق عبدالملك الحوثي

جهينة يمن | 1156 قراءة 

عاجل: "اليمنية" تفاجئ الجميع وتكشف تفاصيل خطيرة عن الاستهداف الذي تعرّضت له آخر طائرة في مطار صنعاء، وتتخذ قرارًا طارئًا.

جهينة يمن | 956 قراءة 

وزير الإعلام: الحوثيون مسؤولون عن تدمير طائرات اليمنية وتحويل مقدرات الدولة إلى رماد

حشد نت | 827 قراءة 

في صنعاء المختطفة.. رصاصة حوثية تطفئ نور أكاديمي

حشد نت | 546 قراءة 

أول تصريح لـ "نتنياهو" عقب ضر/ب مطار صنعاء

صوت العاصمة | 472 قراءة 

عاجل : بشرى سارة ...هذا ما اتفق عليه الرئيس العليمي مع بوتين اليوم على مأدبة الغداء

جهينة يمن | 455 قراءة 

المشاط يظهر في مطار صنعاء بعد غارات اسرائيلية ويتحدث من فوق الركام عن ”مفاجآت مؤلمة”

المشهد اليمني | 398 قراءة 

10 ملايين ريال وسيارتان وامرأتان! .. شاهد اغرب تحكيم قبلي يثير الجدل في اليمن

المشهد اليمني | 387 قراءة 

عاجل:رئيس الحوثيين يقوم بهذا الامر عقب تعرض مطار صنعاء لغارات

جهينة يمن | 308 قراءة 

طارق صالح يبحث مع سفراء الاتحاد الأوروبي مستجدات الأوضاع في اليمن وسبل تعزيز التعاون

حشد نت | 296 قراءة