الجنوب اليمني | خاص
تواجه العاصمة المؤقتة عدن وضعًا صحيًا كارثيًا ينذر بوفاة الآلاف، في ظل غياب شبه كامل للحكومة الشرعية والمنظمات الإنسانية.
وتعاني مستشفيات المدينة من اكتظاظ غير مسبوق ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما تشهد ارتفاعًا مقلقًا في حالات الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا، وحمى الضنك، والملاريا، والتيفوئيد.
وأكدت مصادر طبية في مستشفى الصداقة تلـ”الجنوب اليمني”، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن قسم الطوارئ يستقبل يوميًا أكثر من 150 حالة، مما يضطر العديد من المرضى للمغادرة دون تلقي العلاج اللازم بسبب الازدحام الشديد ونقص الأدوية.
وتشير تقارير غير رسمية إلى تسجيل أكثر من 50 حالة وفاة خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم أطفال ونساء، دون أي إعلان رسمي من السلطات المحلية أو الحكومة المعترف بها دوليًا.
في سياق متصل، كشفت مصادر في مكتب الصحة بعدن لـ”الجنوب اليمني” عن تسجيل ما لا يقل عن خمس وفيات، الخميس الماضي، في مناطق متفرقة من المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن الحالات المصابة بالحميات تتوزع على مختلف مديريات العاصمة المؤقتة، مما ينذر بتفشٍ شامل وخروج الوضع عن السيطرة، وتحويل المدينة إلى بؤرة للأوبئة والأمراض.
يعزو أطباء انتشار الأمراض إلى تردي البنية التحتية، وتكدس المياه الراكدة، وغياب حملات الرش الوقائي والتوعية الصحية، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء الذي يدفع السكان لفتح النوافذ، مما يعرضهم لقرصات البعوض الناقل للأمراض.
يقول المواطن علي سعيد لـ”الجنوب اليمني”: “ندفع ما نملك من مال لعلاج أطفالنا في عيادات خاصة، لأن الحكومة غائبة كليًا، وكأن أرواحنا بلا قيمة.”
وعلى الرغم من خطورة الوضع، لم تُسجَّل أي استجابة ملموسة من المنظمات الدولية المعنية، مثل منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود، بسبب غياب التنسيق الرسمي والشراكة المؤسسية مع الحكومة اليمنية.
ويثير هذا الغياب تساؤلات حول جدية هذه المنظمات في تقديم المساعدة لأبناء عدن في هذه الظروف الصعبة.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news