أكد الإعلامي المغربي البارز توفيق جزوليت في تحليل سياسي حديث أن محافظة حضرموت اليمنية تشهد انقسامات حادة بين مكوناتها السياسية، ما يجعل من الصعب التوصل إلى إجماع على مشروع حكم ذاتي في ظل غياب الاستقرار السياسي والأمني في المحافظات الجنوبية.
وأوضح جزوليت أن هناك ثلاث قوى رئيسية في المشهد الحضارمي: فاعلون مرتبطون بالحكومة اليمنية، آخرون تابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي، وفريق ثالث يدعو إلى فصل حضرموت عن الطرفين. وأضاف أن غياب سند قانوني واضح، خصوصًا أن الدستور اليمني لا يمنح الحق في إعلان حكم ذاتي بدون تعديل دستوري، يجعل أي إعلان أحادي الجانب غير ملزم ويفتقر إلى الشرعية.
وأشار جزوليت إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيرى في أي مشروع مستقل لحضرموت تهديدًا لمشروع “الجنوب الموحد”، مما قد يؤدي إلى صدام سياسي أو عسكري. كما لفت إلى أن الحكومة الشرعية قد ترفض المشروع لكنها تفتقر إلى القدرة على مواجهته عمليًا.
من ناحية الدعم الإقليمي والدولي، لفت جزوليت إلى أن السعودية لا تدعم علنًا مشروع الحكم الذاتي لكنها تهتم باستقرار حضرموت، بينما الإمارات تدعمه ضمنيًا لأهميته الاستراتيجية. أما المجتمع الدولي فلا يوجد دعم رسمي معلن، لكن هناك قبول ضمني لفكرة اللامركزية أو الفيدرالية كجزء من تسوية شاملة.
وخلص جزوليت إلى أن تحقيق حكم ذاتي في حضرموت يتطلب مسارًا سياسيًا وقانونيًا متوازنًا بين مطالب السكان والإطار السيادي للدولة، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو القوة الفاعلة الأبرز في الجنوب، لكن قبوله بالحكم الذاتي لحضرموت مرهون بالدعم الإقليمي والدولي ورغبته في الحفاظ على وحدة الجنوب واستقراره.
وختم بأن مستقبل الشرعية في الجنوب مهدد بانهيار تدريجي، مع احتمال دعم الرياض لترتيبات جديدة تقوي المجلس الانتقالي على حسابها، مع دعوة المجلس للعمل على بناء مؤسسات إدارية قوية وخطاب وطني شامل بعيدًا عن الانقسامات المناطقية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news