يمن إيكو|تقرير:
اعترف نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، بانتهاء عصر الهيمنة الأمريكية على البحار والأجواء، وذلك على ضوء نتائج معركة البحر الأحمر، التي صنعت تحولاً كبيراً أجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في استراتيجيات نشر قواتها، مشيراً إلى أن على المشرعين والقادة العسكريين الأمريكيين أن يتعلموا التكيف مع الواقع الجديد التي فرضته التكتيكات والأسلحة الجديدة في مواجهة البحرية الأمريكية.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل تخرج بالأكاديمية البحرية، أمس الجمعة، ورصدها وترجمها موقع “يمن إيكو”، قال فانس: “لا مزيد من المهام غير المحددة، ولا مزيد من الصراعات المفتوحة، نحن نعود إلى استراتيجية قائمة على الواقعية وحماية مصالحنا الوطنية الأساسية، هذا لا يعني تجاهل التهديدات، بل يعني التعامل معها بانضباط، وأننا عندما نرسلكم إلى الحرب، نفعل ذلك بأهداف محددة للغاية، وقد ظهر هذا في آخر صراع كبير مع الحوثيين في الشرق الأوسط”، في إشارة إلى إنهاء حملة القصف التي شنها ترامب على اليمن.
وأضاف: “لقد دخلنا بهدف دبلوماسي واضح، وليس توريط أفراد جيشنا في صراع طويل الأمد مع جهة فاعلة غير حكومية”.
وقال إن “هذا التحول في التفكير من الحملات الأيديولوجية إلى سياسة خارجية مبدئية سيساعد في استعادة مصداقية الردع الأمريكي في عام ٢٠٢٥ وما بعده”، حسب تعبيره.
وأقر فانس بأن “عصر الهيمنة الأمريكية المطلقة على البحر والجو والفضاء قد انتهى”.
وأشار إلى أن “القادة السابقين أرسلوا أفراد الجيش الأمريكي في مهمات متوالية بدون استراتيجية خروج، ولا نهاية تلوح في الأفق، وبدون توضيح كافٍ للشعب الأمريكي أو للمقاتلين”.
وتابع: “عندما نمدد فترة نشر حاملة طائرات، يكون لذلك تأثيرٌ حقيقي على حياة الناس، ونحن نُدرك ذلك، إنهم يفتقدون عائلاتهم. وبالطبع، يفتقدون أحباءهم وحياتهم المنزلية. إنهم يتقبلون هذه التضحية، وهذه هي المهمة التي توليتموها، ولكن المهمة التي توليناها هي ألا نُسيء استخدام هذه التضحية أبداً، أو أن نُكلفكم بفعل شيء بدون مهمة واضحة ومسار واضح للعودة إلى الوطن”.
وأضاف: “يجب على مشرّعينا وقياداتنا العسكرية على حد سواء أن يتعلموا التكيف مع عالمٍ أصبحت فيه الطائرات المسيّرة الرخيصة، وصواريخ كروز المتاحة بسهولة، والهجمات الإلكترونية، تلحق أضراراً بالغة بأصولنا العسكرية وأفراد خدمتنا”.
ومن الواضح أن حديث فانس جاء مستنداً بشكل أساسي إلى نتائج ومجريات معركة البحر الأحمر التي شكلت اختباراً غير مسبوق لحدود قدرة البحرية الأمريكية، سواء فيما يتعلق بمدة الانتشار، أو مواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن، وكذلك أيضاً فيما يتعلق بغموض الهدف وعدم وجود استراتيجية للخروج.
وكان موقع “ريل كلير ديفينس” الأمريكي المختص بالشؤون العسكرية قد نشر، نهاية الأسبوع الماضي، تقريراً رصده موقع “يمن إيكو”، أكد فيه أن ضرورة لجوء إدارة ترامب إلى وقف إطلاق النار مع قوات صنعاء تظهر حاجة صناع السياسات في الولايات المتحدة إلى اتباع نهج متحفظ فيما يتعلق بالتدخلات العسكرية لتجنب التورط في صراعات مكلفة وطويلة، وهو ما يبدو أن نائب الرئيس الأمريكي كان يتحدث عنه في كلمته.
وتمثل تصريحات فانس اعترافات واضحة بأن قوات صنعاء صنعت في معركة البحر الأحمر تحولاً تاريخياً أجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في استراتيجياتها العسكرية الأساسية وفي مفهوم “الردع” الأمريكي والنفوذ الدولي القائم على هذا المفهوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news