تقرير خاص – يمن ديلي نيوز:
في تطور لافت تجاه جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، قامت السلطات الألمانية الخميس 22 مايو/أيار باعتقال أحد عناصر الحوثيين الذين قاتلوا إلى جانب الجماعة في جبهات مأرب خلال العام 2023.
وطوال السنوات الماضية ظلت كثير من الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا ملاذاً آمناً لكثير من عناصر الحوثيين، على رأسهم شقيق زعيم جماعة الحوثي يحيى بدر الدين الحوثي، كما اتخذ الحوثيون من ألمانيا مركزاً لنشاطهم في أوروبا.
في هذا التقرير يناقش “يمن ديلي نيوز” دلالات هذا الاعتقال من قبل السلطات الألمانية والذي جاء بعد أيام من رفض أمريكا أحد اليمنيين الذين عثروا في هاتفه على زوامل لجماعة الحوثي، وهل هذا بداية لنهاية أعوام العسل التي عاشها الحوثيون في أوروبا؟
انعكاس للتصنيف الأمريكي
يقول رئيس المركز الأمريكي للعدالة، القانوني “عبد الرحمن برمان”، إن الإجراءات الألمانية بحق عنصر الحوثيين يأتي انعكاسًا للقرار الأمريكي بتصنيف جماعة الحوثي كـ”منظمة إرهابية”، وفي إطار شعور العديد من البلدان بالخطر الذي تشكّله الجماعة على الأمن والسلم الدوليين.
وأشار إلى أن ألمانيا كانت من أكثر الدول تساهلًا مع جماعة الحوثي وأذرع إيران في المنطقة، لكنها بدأت في السنوات الأخيرة بإغلاق كافة مقرات المؤسسات والجمعيات التابعة لحزب الله، قبل حوالي سنتين أو ثلاث. وحتى قبل حرب غزة، كانت قد بدأت تدرك حجم الخطر الذي تمثله أذرع إيران.
وأضاف برمان في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: “بعد صدور القرار الأمريكي، قامت عدد من الدول بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، منها كندا”.
وعن تأثير هذه القرارات على عناصر الحوثيين، قال برمان: “هناك شعور بالخطر لدى العناصر الحوثية. ففي الأيام الماضية، انخفض نشاط الناشطين الحوثيين الذين يدعمون الجماعة خارج اليمن، وربما تتلاشى هذه الأصوات المتواجدة في الخارج”.
وقال: القنوات الأوروبية كانت تفتح المجال لقيادات الحوثي للحديث والدفاع عن جماعتهم، بل وتُعلن دعمها وتأييدها بوضوح. أما اليوم، فالوضع تغيّر، وستكون هناك إجراءات شديدة وقاسية ضد من يثبت انتماؤه للجماعة بعد تصنيفها كمنظمة إرهابية في العديد من الدول.
وفي حديثه، دعا برمان اليمنيين المغادرين إلى الخارج إلى الحرص على عدم وجود أي مواد إعلامية أو أنشطة تتعلق بجماعة الحوثي، سواء على هواتفهم أو أجهزتهم الإلكترونية، أو حتى في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولفت إلى أن وجود مواد إعلامية للحوثيين على هواتف بعض المسافرين، قد يكون من باب العفوية أو نتيجة الاشتراك في مجموعات ترسل هذه المواد دون علمهم، ما قد يعرضهم للأذى بسبب وجود هذه المنشورات.
وأوضح أنه خلال اليومين الماضيين، تم إعادة مواطنين يمنيين من مطار نيويورك بسبب وجود زوامل أو أناشيد تابعة لجماعة الحوثي على هواتفهم، وكانوا قادمين من اليمن، فتمت إعادتهم ورفض دخولهم إلى الولايات المتحدة.
نهاية الحرية المطلقة
ومن جهته، قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي “أحمد هزاع” إن دلالات هذا الاعتقال في هذا التوقيت تشير إلى وجود توجّه دولي لإيقاف جماعة الحوثي، خصوصًا بعد تصنيف الولايات المتحدة للجماعة كـ”منظمة إرهابية”، وهو ما تبعته تداعيات من قبل دول أوروبية.
وأضاف: “لا ننسى ما حدث في أمريكا قبل يومين، حيث تم إيقاف أحد اليمنيين القادمين من جيبوتي بعد العثور على شيلة أو زامل تابع لجماعة الحوثي في هاتفه، وتم إلغاء تأشيرته وإعادته إلى جيبوتي”.
وأوضح في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” أن هذه الخطوات تشير إلى أن هناك تحركًا دوليًا جادًا في ضوء التصنيف الأمريكي، وربما نشهد تصنيفًا أوروبيًا قريبًا.
واعتبر هزاع أن ما قامت به ألمانيا من اعتقال أحد الحوثيين هو رسالة واضحة بأن اعتقال قيادات أخرى قادم، وأن عهد الحريات المطلقة لهذه القيادات قد انتهى.
وأشار إلى وجود تناغم واضح بين الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في هذا الشأن، وقد نسمع قريبًا عن دول أخرى قامت باعتقال قيادات حوثية أو أمرتهم بمغادرة أراضيها.
تحوّل أوروبي
وتوقع أن تصب هذه الخطوة في صالح الشرعية، إذا كانت جادة في تحريك هذا الملف وإبلاغ الدول بعدم استضافة قيادات حوثية، أو المطالبة باعتقالهم، وهو ما سيكون خطوة مهمة جدًا للحد من نفوذ الحوثي في الخارج.
وقال: “اللوبي الحوثي ينشط بقوة في أمريكا وأوروبا، ويحاول تسويق مظلوميته. لكن هذه القرارات ستعمل على كبح نشاط هذا اللوبي المرتبط بالميليشيات”.
ورأى هزاع أن التأثير سيكون إيجابيًا وبدرجة كبيرة، وستصل الرسالة إلى قيادة الحوثي بأن الأمور لم تعد كما كانت، وأن هناك اعتقالات وبلاغات ستُقدم ضدهم، مما سينعكس إيجابيًا على المشهد العام.
وأضاف: “الرسالة واضحة، وهي أن على الحوثيين وقياداتهم مغادرة الدول الأوروبية، وقد تتبع ألمانيا دولا أخرى في هذا المسار، لتُعتقل العديد من القيادات أو يُطلب منهم مغادرة تلك البلدان.
المحلل السياسي ،أحمد هزاع، حث وزارة الخارجية اليمنية على تكثيف الجهود لتتبع قيادات الحوثيين، والإبلاغ بأسمائها وأماكن إقامتها عبر السفارات اليمنية في الاتحاد الأوروبي، ليتم اعتقالهم أو ترحيلهم، لأن استمرار وجودهم هناك يُطيل أمد الحرب من خلال تسويق مظلومية الحوثي.
أخيراً: تبدو الرسالة الألمانية واضحة: الملاذات الآمنة لم تعد كذلك، والحرية المطلقة التي تمتع بها قادة الجماعة ومناصروها في الغرب بدأت بالتراجع.
وإذا ما أحسنت الحكومة اليمنية استغلال هذا الزخم السياسي والقانوني، فإننا قد نكون أمام فرصة حقيقية لتقليص نفوذ الحوثيين في الخارج، وحرمانهم من أهم أدوات التأثير والدعم الدولي.
في النهاية، فإن الخطوة الألمانية الأخيرة قد تكون بداية مرحلة أكثر صرامة، تفرض فيها القوانين الدولية على من يتورط في دعم الإرهاب أو يسوّقه، تحت أي ذريعة كانت.
مرتبط
الوسوم
السلطات الالمانية
اعقال حوثي في المانيا
تصنيف الحوثيين
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news