وحدة يمنية بدون الجنوب

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 263 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
وحدة يمنية بدون الجنوب

ارزدحمت المواقع الصحفية الرقمية والورقية ومواقع التواصل الاجتماعي اليمنية بسيل واسع من الكتابات الفرائحية وكتابات التغني والتباهي والتفاخر والإشادة بحدث 22 مايو 1990م في ذكراه الخامسة والثلاثين، وتغنى الكثيرون وبعضهم وزراء ومدراء وقادة سياسيون وعسكريون ونواب برلمانيون وشوروين (من مؤسستي مجلسي النواب الشورى)، تغنوا بـ 22 مايو باعتباره منجزٌ تاريخي نقل اليمن إلى مكانة مختلفة نوعياً وكلياًعمَّا كانت عليها قبل العام 1990م.

أحدهم كتب يقول " نحتفل ونحتفي بـهذا اليوم (أي 22 مايو) لأننا نعي أن لا سبيل لاسترجاع الجمهورية واسترجاع حياتنا ودرب مستقبلنا إلا باليمن الكبير الذي يعترف به العالم"

وكتب آخر يقول

" لا يخلو أي مشروع سياسي من الأخطاء، لكن الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها وحدة البلاد، تعتبر كالأساس في البناء وتظل رمزية لكل بلد، كثابت لا يتغير ولا يجوز المساس به".

وقال ثالث "ورغم ما تمر به بلادنا اليوم من ظروف صعبة، وانقسامات وصراعات مفتعلة، بفعل النزعات الانفصالية والانقلاب الحوثي منذ العام 2014م، تبقى الوحدة اليمنية حقيقة راسخة، لا يمكن إنكارها أو القفز عليها، فهي ليست مجرد إطار قانوني أو دولي، بل حقيقة تاريخية، ووجدان شعبي متجذر في أعماق اليمنيين.

إن الشعب اليمني بطبيعته شعب وحدوي، وما نمر به اليوم ليس إلا أزمة عابرة، أو “وعكة صحية” – كما يصفها البعض – لن تلبث أن تزول أمام صمود هذا الشعب وتحديه لكل محاولات التمزق والتفتيت" .

ونشر كثيرون مقالات ومنشورات تحت عناوين وإفيشات جذابة ومبهرة مثل "الوحدة اليمنية… ضرورة جيوسياسية وقدرٌ مشترك"، أو "يمن موحد ضد الحوثي" أو "الوحدة اليمنية هوية وطن وثمرة نضال" أو " الوحدة اليمنية دروس التاريخ في وجه التحديات" وغيرها وغيرها من العناوين البطاقة التي لا تقول شيئا ذا قيمة لمعالجة اوجاع البلاد لا في الشمال ولا في الجنوب.

ومن الملاحظ أن كل منشورات وكتابات وتغريدات الإخوة الشماليين التي تتحث عن ذكرى 22 مايو يجمع بينها عدد من المشتركات التي تبين أن أصحابها لا يدرون عماذا يتحدثون ويمكن تلخيص تلك المشتركات في ما يلي:

1. إنهم يتحدثون عن كائن سحري جميل وأخاذ ملهم للمشاعر ومسيطر على الوجدان وله من الجاذبية ما ليس لأي كائن أو كيان آخر، لكنهم لا يقولون أن هذا الكائن لم يعد له وجود ، وأنه تبخر قبل أو يولد وأنه تحول من حلم جميل لدى غالبية الشماليين والجنوبيين إلى كابوس مؤرق ومثير للذعر والهلع لدى الغالبية العظمى من الجنوبيين بسبب وقوعه في أيدي لا تمتلك الأهلية لا الوطنية ولا الأخلاقية لتحويله إلى مشروع نهوض مستقبلي لكل الناس.

2. إنهم يتحدثون عن إنجازٍ كان قائماً ذات يوم، لكنهم لم يقولوا من هم صانعو هذا الإنجاز وبوضوحٍ أكثر إنهم يتحدثون عن وحدة يمنية لكنهم لم يقولوا وحدة بين من ومن، بل يصورون "الوحدة (الموؤودة)" وكأنها كائن خرافي نزل من السماء بالصدفة ، وطبعا لم يتحدثوا عن مآلات هذا الكائن الخرافي ولماذا تبخَّر واضمحل واختفى من الوجود بين عشية وضحاها.

3. وحتى حينما يتحدثون عن "الأخطاء والسلبيات"، بهذا التخفيف والتسطيح فإنهم يتناولونها وكأنها حوادث عرضية فيقلون " لا يخلو أي مشروع سياسي من الأخطاء" وكأن الغزو مرتين لدولة شريكة في ما سمي "الوحدة اليمنية" وهدم تكويناتها وتدمير بنيانها وسحق شعبها والقضاء على جيشها وتشريد أهلها وشطب تاريخها ومسخ هويتها والعبث بثرواتها ، كأنَّ كل هذا حادث مروري جرى بالخطأ ارتكبه سائق مركبة طائش لا يمتلك رخصة قيادة.

4. وأخيرا يقولون أن لا جمهورية بدون اليمن الكبير، واليمن الكبير في نظرهم هو "يمن ما بعد 22 مايو" لكنهم لا يقولون لنا ما هو مضمون هذا الكبير، ولما صغر وتضاءل وتقزم وتحول إلى مجموعة من الـ"يَمِنِات" الصغيرة التي يموت ابناؤها عطشا وجوعانه أو هربا على حدود الدول التي ترفض قبولهم لأنهم يمنيون، ويرفض كل الأشقا الكُتَّاب الشماليين تحديد المتهم بما جرى من ابتلاع لمشروعٍ كان ذات يوم كبيراً فعلاً لكن هؤلاء المتهمون أرادوه هكذا ليراكموا منهوباتهم ويكدسوا أرصدتهم البنكية وممتلكاتهم العقارية وأسهمهم المتضخمة في الشركات والكارتيلات العالمية في بنوك أوروبا وأسيا حيثما أسواق غسيل الأموال وتجارة الممنوعات.

لقد كانت الجمهورية العربية اليمنية قائمة، قبل 1990م فما الذي منع استمرارها، ولماذا تخليتم عنها وسلمتم أصولها وجيشها ومعسكراتها وأسلحتها ووزاراتها وبنكها وقصر رئاستها لعدوها ثم انبريتم للنواح عليها وتعتقدون أنكم لن تستعيدوها إلا بإعادة الجنوب وأهله إلى بيت الطاعة واستعادة تركيع أهله والعبث بتاريخه وثرواته وشطب تضحيات أبنائه على مدى ثلاثة عقود في سبيل استعادة دولته وسيادته وكرامته وحريته.

إنكم تفعلون ما تفعله الأم الثكلى التي فقدت ابنها في مهده ثم تتغنى بجماله وبعيد ميلاده بعد أن وارته الثرى.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

المشاط: أخبار سارة ستُعلن قريبًا

بوابتي | 586 قراءة 

مريض يعود من (الموت).. حضرموت تستفيق على واقعة طبية تقشعر لها الأبدان

موقع الأول | 398 قراءة 

تهديد مطار عدن: جرس إنذار واضح لليمنيين ودول الخليج

صوت العاصمة | 346 قراءة 

اليمنية تنفي اعتماد مطار صنعاء كمسار هبوط اضطراري وتكشف بشرى سارة بشأن فتح مطار جديد

المرصد برس | 332 قراءة 

ليلة حمراء في الفاخر.. قوات مشتركة تتسلل خلف خطوط الحوثيين وتقضي على مجموعة داخل منزل قيادي بارز

مأرب برس | 314 قراءة 

اشتعال المعارك بين الجيش ومليشيا الحوثي في محافظتين وهذا الطرف المنتصر

بوابتي | 287 قراءة 

خطر كبير يباغت صنعاء: شارع الستين يتحول إلى نهر هائج يبتلع المركبات ويشل العاصمة

نيوز لاين | 278 قراءة 

شاب يقتل زوجته الشابة بسبب كسوة العيد في عدن

كريتر سكاي | 228 قراءة 

لماذا الآن وفجأة؟!!.. كشف دوافع جديدة وراء فتح (عدن & الضالع & صنعاء) بعد 7 سنوات إغلاق!

موقع الأول | 226 قراءة 

شجار على متن باص يسفر عن مصـ.. رع فتاة يمنية بهذه المحافظة!

صوت العاصمة | 212 قراءة