اليمنيون في الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية.. من المجد إلى الشتات
قبل 2 دقيقة
حلّ يوم الثاني والعشرين من مايو هذا العام، حاملاً معه الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية، لكنه لم يحل كما اعتاد اليمنيون أن يعيشونه في سنوات مضت. فقد جاء هذا اليوم حزيناً، باهتاً، مثقلاً بالوجع، والجراح، حيث لم يعد كما كان يوم فرح وبهجة واحتفال، بل صار يوماً يتجدد فيه الإحساس باليأس، والانكسار، والانحسار
.
لقد عاش اليمنيون هذه الذكرى في حالٍ من التشرذم والانقسام، بعد أن كانوا يحيونها مجتمعين متعاونين، أقوياء بوحدتهم، شامخين بعزتهم. كان يوم الـ22 مايو في السابق مناسبة وطنية تضيء القلوب وتوحد الصفوف، أما اليوم فقد صار ذكرى مؤلمة لواقع يعيش فيه اليمنيون متفرقين، ممزقين، مشتتين بين جبهات الحروب وخطوط التماس، ومرتهنين لوصايات الخارج.
عاش اليمنيون هذه الذكرى في جحيم الحرب، والموت، والمعتقلات، والخوف، والغلاء، والانهيار الكامل لمختلف مقومات الحياة، بعد أن كانوا ينعمون بالأمان والاستقرار، والحرية، والنهوض، والبناء، في ظل وحدة منحتهم الأمل والتقدم والرخاء.
اليوم، لا كهرباء تُضيء ليلهم، ولا ماء يُروي عطشهم، ولا مرتبات تعينهم على الحياة، ولا خدمات تحفظ كرامتهم. الظلام بات سمة الليل والنهار، والحرمان أصبح واقعاً لا استثناء.
وفي ظل هذا الحال، لم تعد الدولة دولة، بل كياناً هشاً متهالكاً، فاقداً للسيادة، خاضعاً للوصاية، لا يملك قراره، ولا يحظى بالاحترام. بينما كانت اليمن في ظل وحدتها دولة ذات سيادة، لها قرارها المستقل، تحظى بمكانة محترمة بين الأمم، وتمثل شعباً يفتخر بعروبته ووحدته وتاريخه.
هكذا مرّ يوم الوحدة هذا العام، لا كما كان يوماً للوطن الواحد، بل شاهداً على ما آل إليه الحال بعد أن ضاعت الجمهورية والوحدة، أو بالأحرى، ضُيعت بفعل الصراعات والطموحات الضيقة، والمؤامرات العابثة بتاريخ وطن وشعب.
ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً بأن تعود اليمن كما كانت، بل وأفضل، بوحدتها الحقيقية، وعدالتها الشاملة، وسيادتها الكاملة، حين يعلو صوت الوطن على كل صوت، ويستعيد اليمنيون روح الثاني والعشرين من مايو، لا كذكرى فقط، بل كواقع حي يُعاد بناؤه على أساس من المحبة والمساواة والشراكة الحقيقية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news