بدون مقدمات أو رتوش، أصبح الانهيار هو المتحدث الرسمي لكل شيء في تعز، وباتت غير صالحة للحياة. فكل يوم تزداد الأوضاع سوءًا فيها، في شتى المجالات ولسان حال الجميع يقول”تعز ليست بخير”.
ضاق التعزيون ذرعًا من سوء الحال وغياب أي حلول حكومية أو توجه لقيادة السلطة للتخفيف عن التعزيين لما يمرون به من أسى، حيث الفلاء ينهشهم، ولا خدمات تكتنفهم، أزمة ماء خانقة، كهرباء ضايعة، تفتك بهم أسعار الكهرباء التجارية، وتنهشهم أسعار المواد الاستهلاكية وتقتلهم صحة مؤودة، وتميتهم نظافة مشلولة ويذبحهم أمن منفلت وجرائم متناسلة.
سؤال نوجهه لمحافظ تعز هل هذا الوضع يرضيك؟، وما رأيك بما تمر به مدينة أنت محافظها؟
انزل بين الناس عش معاناتهم، يومياتهم، قهر أرواحهم مكابدتهم للقمة العيش في ظل وضع مؤلم وغلاء فاحش. امشي في الشوارع المحفرة بأرجلك، اترك السيارة واخلع ربطة عنقك، اترك المرافقين حولك واندمج مع آلام التعزيين، ادخل الاسواق، شوف الغلأء والتلاعب بالأسعار بدون متابعة أو ضبط وكل تاجر يلعب على كيفه، شوف المواد المنتهية التي تملأ الاسواق. ادخل الأفران وشوف الروتي أصبح حجمه كحجم الحبة السجارة، اذهب المستشفيات وشوف كمية العبث فيها والإهمال ومعاناة المرضى، شوف الأمن المنفلت والسلاح والجريمة كم تزايدت في تعز. ادخل دكاكين النازحين وتفقد حياتهم المزرية دون أن يلتفت لهم أحدًا.
انزل بين عمال النظافة ونظف معهم مدينتك ليس عيبًا بل شرف، ستجد اهمال وحقائق مرعبة ومؤلمة لا تعرفها وانت بمكتبك المكيف والحراسة من حولك، متناسيًا أن هذا هو عملك خدمة التعزيين وليس قفل بابك عليك نكتفي بقرارات لم يعد أحد يلتزم بها، اجتماعات وندوات ودورات بعيدة كل البعد عن الشارع التعزي ولا تفيده في شيء بقدر ما هي فرقعات إعلامية بينما الواقع بائس.
ادخل اقسام الشرطة والمحاكم وشوف كمية التلاعب بقضايا الناس، والجرائم البشعة التي تكاد يومية. أنت دولة اضرب بيد من حديد على كل عابث وسارق وفاسد ومجرم، اعزل المرتشي.
لا تقول لي حرب، المسألة مسألة إدارة وضبط وربط وشدة، حينها سيمثل الجميع، وإذا كنت غير قادرة على خدمة تعز واهلها تتحى واترك الميدان لمن هو أكفأ وأقدر منك ويمتلك الإرادة والإدارة الحقيقية لإدارة ملفات تعز العالقة والمهملة بحيث صارت سايبة ومرتع لكل عابث.
نحن في تعز لسنا ضدك، بل ضد إدارتك وعدم اهتمامك بملفات تعز حتى اصبحت تعج بالفوضى الإهمال وصارت كمقلب قمامة وكغابة يأكل فيها القوي الضعيف.
اسأل العابرين والماشين والواجمين والشاردين والشقاة والحمالين وبائعي البسطات واصحاب الباصات والموترات وكل البسطاء المكدودين بلقمة عيش مضنية، ستكتشف ما تجهله وتدرك كم نحن التعزيين بؤساء.
يا نبيل شمسان، المسؤول الذي يضع بينه وبين رعاياه حجابًا حاجزًا، لا يستحق أن يكون راع عنهم.. والذي يحيط نفسه بمطبلين وحاشية تمارس معه التضليل وتوهمه أن كل شيء “بخير”، ليس سوى اراجوز تسيره الأهواء والأكاذيب والزيف.
المسؤول الناجح هو الذي يعيش معاناة مواطنيه ويتلمس همومهم وهو بينهم، بين كدهم وعرقهم، ليس من خلف أبواب مغلقة يحرسها ألف حارس وحاجب.
يا نبيل شمسان، كتبت بلسان كل المتعبين والمقهورين والمكدودين ،وانا منهم، لعلك لأنين أرواحنا من السامعين ..
فكن للناس ومع الناس، تكن الناس لك ومعك، أما وانت بعيد عنهم فلن تجد منهم إلا النفور والازدراء والكراهية. وكفى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news