حين يغيب المشروع الوطني.. تُستباح الشرعية ويُهان الوطن
قبل 1 دقيقة
في خضم التجاذبات والصراعات التي تحكم المشهد اليمني، يبرز غياب المشروع الوطني الجامع كالعامل الأخطر الذي أنتج هشاشة القرار السيادي، وأفقد الشرعية احترامها، ومكّّن الخارج من التحكم بمصير الداخل. هذا الغياب لم يعد مجرد خلل سياسي، بل تحول إلى معضلة وجودية تهدد بقاء الدولة اليمنية ككيان مستقل.
مجلس القيادة الرئاسي، المفترض أنه يمثل رأس الشرعية، بات يعاني من تآكل الشرعية الشعبية والدولية معًا، نتيجة افتقاده للرؤية الوطنية الجامعة، وانغماسه في حسابات التبعية والترضيات الخارجية. لم يعد المجلس يعبّر عن مشروع دولة، بل عن صراع نفوذ، الأمر الذي جعل المجتمع الدولي يتعامل معه كجسم إداري هامشي، لا يمتلك قرارًا، ولا يُراهن عليه.
إن رفض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب استقبال مجلس القيادة الرئاسي لم يكن سوى انعكاس لحالة الضعف والانكشاف السياسي، بعد أن تحولت الشرعية إلى سلطة بلا سيادة، تعيش في المنافي وتُدار بالوصاية. لقد استرخصت القيادة اليمنية كرامة الوطن، فاسترخصها الآخرون، حتى فقدت اليمن موقعها وصوتها في المحافل الدولية.
في ظل هذا الواقع، يستمر الفساد المستشري داخل المؤسسات الرسمية، ويواصل المواطنون هجرتهم من وطن لم يعد يوفر الأمان أو الأمل. هذا الانهيار الشامل ليس قضاءً محتوماً، بل نتيجة مباشرة لغياب البوصلة الوطنية، وانعدام الإرادة السياسية الجادة لإصلاح المسار.
لقد آن الأوان لإعادة تعريف معنى "الشرعية" في اليمن: فهي ليست لقبًا يُمنح ولا سلطة تُستورد، بل مسؤولية تاريخية تُمارس من داخل الأرض اليمنية، بمشروع وطني مستقل، يعيد الكرامة للمواطن، والهيبة للدولة، والاحترام لليمن في عيون العالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news