توسعة الحرب تتقدّم على الحل الدبلوماسي... ولبنان يقاومها بتطبيق الـ«1701»

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 87 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
توسعة الحرب تتقدّم على الحل الدبلوماسي... ولبنان يقاومها بتطبيق الـ«1701»

تبقى الكلمة حالياً في مطلق الأحوال للميدان، مع تقدُّم التصعيد العسكري على الحل الدبلوماسي، الذي وحده يَقِي المنطقة حرباً إقليمية تنطلق شرارتها الأولى من جنوب لبنان، في ضوء استعداد إيران، بالتكافل والتضامن مع «حزب الله»، للرد على إسرائيل، بعد اغتيالها رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، والقيادي العسكري الأول في الحزب فؤاد شكر، في عقر دارهما، وإصرار تل أبيب على رد الصاع صاعين، ما لم تنجح اتصالات اللحظة الأخيرة في «تنعيم» الردود وتقنينها، على نحو يمنع تفلُّت الوضع بحيث تصعب السيطرة عليه.

ومهما طال أمد الانتظار أو قصر، فإن المواجهة العسكرية بين محور الممانعة بقيادة إيران، وبمعاونة «حزب الله»، وبين إسرائيل، حاصلة لا محالة، وأن الشغل الشاغل للدول المعنية بمنع تفلُّت الوضع في المنطقة على مصراعيه، يكمن في إقناع طهران و«الحزب» بإمكانية الفصل بين الردّين وعدم تلازمهما، بما يسمح للوساطات العربية والدولية بالتدخل لخفض منسوب الردود بشكل يتيح استيعاب تداعياتها؛ لئلا تتطور المواجهة العسكرية، وتنحو نحو التدحرج لتوسعة الحرب لتشمل الإقليم.

سعي غربي لـ«تقسيط الردود»

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية أن تقسيط الردود من قِبل إيران و «حزب الله» على دفعات لئلا تأتي متزامنة لناحية توقيتها، طُرح مباشرة أو بالوساطة على طهران و«حزب الله»، وهما استمعا إلى ما تضمَّنه العرض، لكنهما آثرا عدم الرد، واكتفيا بإبلاغ الوسطاء أن الكلمة تبقى أولاً وأخيراً للميدان، ويعود لهما اختيار التوقيت المناسب للرد على اغتيال إسرائيل لهنية وشكر.

وكشفت المصادر الدبلوماسية عن أن الوسطاء لم يطلبوا من الحزب عدم الرد، وإنما تمنّوا عليه أن يحتفظ لنفسه بالتوقيت الذي يختاره، على ألا يتلازم مع رد طهران، وقالت إن مجرد الفصل بين الردّين يمكن أن يوفر فرصة للتدخل لدى إسرائيل لمنع توسيع الردود.

حراك دبلوماسي حكومي

أما على صعيد التحرك الدبلوماسي، فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومعه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، لا يزالان يشغّلان محركاتهما، ولم ينقطعا عن التواصل مع المجتمع الدولي لتجنيب لبنان المزيد من الأخطار.

فالرئيس ميقاتي على تواصل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار توحيد الجهود لكبح جماح تدحرج الوضع نحو تمدّد الحرب إلى الإقليم، وهو اتصل -كما علمت الشرق الأوسط- بوزراء خارجية مجموعة الدول السبع، وأكّد لهم تمسّك لبنان بوقف النار، مطالباً بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخرقها لأجوائه، واستعداده لتعزيز الجيش اللبناني لتوسيع انتشاره في الجنوب بمؤازرة القوات الدولية «يونيفيل» حتى الحدود الدولية، والتزامه بتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته، وتأييده مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف النار في غزة، وهذا ما أبلغه أيضاً لدى اجتماعه، بحضور بوحبيب، مع سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وزملائهم من غير الدائمين فيه، متمنياً عليهم تبنّي الموقف اللبناني برُمّته؛ لأنه يُعِيد الهدوء إلى الجنوب، وسلّمهم، بناءً على رغبتهم، رسالة في هذا الخصوص.

كما أن المصادر الرسمية اللبنانية تستبعد ما يُشيعه البعض من تفاؤل لمنع التدحرج نحو الحرب، وهذا ما يدحضه ارتفاع وتيرة المواجهة، الثلاثاء، بين «حزب الله» وإسرائيل بشكل غير مسبوق يبدّد التفاؤل، وينمّ عن قيام إسرائيل، كما يقول مصدر أمني لبناني رسمي لـ«الشرق الأوسط»، بردود وقائية، تتوخّى منها توجيه رسالة لخصومها بأن ردّها بلا حدود، ولن يكون مقيداً بالأمكنة التي أدرجتها في بنك أهدافها، سواء أكانت في لبنان أو خارجه.

الممانعة واستعادة الهيبة

ورأت المصادر نفسها أنه لم يَعُد أمام «حزب الله» وإيران سوى الرد لاسترداد هيبتهما أمام جمهورهما قبل الآخرين، خصوصاً أن المرشد الإيراني علي خامنئي توعّد من داخل طهران بردّ قاسٍ، وجاراه في موقفه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، الذي هدّد إسرائيل بردّ مدروس وجِدّي.

حتى إن محور الممانعة لا يأخذ على محمل الجد ما يسرّب إليه بالوساطة على لسان دبلوماسيين غربيين كبار بأن واشنطن تستخدم ما لديها من ضغوط لوقف النار في غزة، ولاحقاً في جنوب لبنان، بوضع المسؤولية على بنيامين نتنياهو، متهمةً إياه بالتمرد عليها، ورفضه التعاون مع المبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف النار على الجبهة الغزاوية.

وفي المقابل لا تأخذ الجهات الرسمية اللبنانية بكل ما يقال لتبرئة واشنطن، بذريعة أن نتنياهو يتمرّد عليها ولا يتعاون معها، وهذا ما ينسحب أيضاً على مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل»)، بقوله إن الإدارة الأميركية ليست مضطرة لإيفاد قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي إلى تل أبيب، وحشد القطع البحرية في المتوسط، ولو كانت تريد فعلاً الضغط عليه لما سارعت إلى نجدته تسليحاً بقنابل من العيار الثقيل.

نتنياهو والولايات المتحدة وبريطانيا

ويخشى المصدر نفسه أن يستدرج نتنياهو الولايات المتحدة، ومعها عدد من الدول الغربية للصدام مع إيران، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية تمر حالياً بمرحلة انتقالية تبقى قائمةً إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا ما يدعوها للقلق إذا ما تعاملت معه على أنه أبرز الناخبين الكبار، ما يتطلّب منها مراعاته إلى أقصى الحدود.

وبالنسبة إلى الموقف البريطاني، تأكّد لـ«الشرق الأوسط» أن وزيرَي الخارجية والدفاع لم يحملا معهما إلى بيروت سوى الدعوة إلى ضبط النفس، وأن حضورهما يأتي في سياق رغبة الحكومة الجديدة بتسجيل حضورها ليس أكثر، مع أنهما لم يستبعدا دخول غزة في حرب مديدة، يمكن أن تبقى قائمة إلى الأسابيع الأولى التي تسبق الاستحقاق الرئاسي الأميركي.

وعليه، لم يَعُد بيد الغالبية الساحقة من اللبنانيين سوى الانتظار المديد، الذي لا يُخفي قلقهم على مصيرهم حيال الأخطار التي تهدّد بلدهم، وخشيتهم من المجهول الذي ينتظرهم من جرّاء تدحرجه نحو توسعة الحرب، بينما لا تملك الدولة اللبنانية من سلاح سوى مخاطبتها المجتمع الدولي بالتدخل لتطبيق القرار «1701»؛ كونَ الميدان متروكاً لمحور الممانعة، وهذا ما يزيد من تصاعد وتيرة الانقسام الداخلي بين «حزب الله» والمعارضة التي ترفض أن يتفرّد الحزب بقرار السلم والحرب، الذي يبقى حصراً بيد الحكومة، وتحويل لبنان ساحة لتصفية النزاعات.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هذا ما قام به الحوثيون بعد فتح طريق عدن صنعاء ودخول مواطنيين الى دمت الخاضعة لسلطتهم !!

يمن فويس | 681 قراءة 

الحوثيون يهددون بقصف مطار عدن

عدن تايم | 591 قراءة 

الرئيس: "هددونا فقَرَّرنا"...أعادة الطائرة الرابعة إلى صنعاء

المنتصف نت | 473 قراءة 

المشتركة والمقاومة تحبطان هجومًا حوثيًا مزدوجًا شمال الضالع وتنفذان هجومًا معاكسًا ناجحًا

حشد نت | 461 قراءة 

أول تعليق صادم على استهداف مطارات عدن وحضرموت وشبوة

كريتر سكاي | 428 قراءة 

موكب مسلح لقبيلة الحدا يقتحم صنعاء احتجاجاً على انتهاكات مليشيا الحوثي

تهامة 24 | 380 قراءة 

الحوثيون يعلنون لـ (السعودية والإمارات) شروطهم العلنية للسلام

العين الثالثة | 367 قراءة 

قيادي مقرب من طارق صالح يرد على الابواق الاعلامية المستأجرة من المليشيا الحوثية بعد مقابلة الرئيس العليمي مع قناة روسيا اليوم شاهد ما قاله

المشهد الدولي | 363 قراءة 

مليشيا الحوثي توسع التجسس على المواطنين في مناطق سيطرتها

المنارة نت | 325 قراءة 

الرئيس العليمي يشكر السعودية عقب تمديدها هذا الامر الهام في اليمن

كريتر سكاي | 295 قراءة