سفك الدماء.. هيا بنا !!

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 128 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
سفك الدماء.. هيا بنا !!

مع بداية قرب نهاية كل عام، بل ومع بداية بزوغ توقعات كل عام!!!، أطلت وتطل علينا أحداث كثيرة، وقائع غالبيتها يندرج من خندق مهموم بألم المآسي والحزن، حزن أضحى يتخذ مسارات بنيوية أكثر منها عارضة.

كيف لا، والعالم شهد في هذه العام  مختلف أنواع التخريب والحروب والقتل والقتل المضاد، والمكر بين الدول، والمكر المضاد، وتصاعد المد القومي، واحتقار الثقافات، وتقديس كراسي السلطة والولاءات، وذلك على حساب طموح شعوب ترزح تحت أنين الفقر والهشاشة، هشاشة تحصر في ضروريات وحاجيات متطلبات الحياة المتعددة، مقابل البذخ والغنى الفاحش للبعض، وتسابق أغلب الدول لصرف الملايير في شراء الأسلحة، خوفا من وهم مجهول اسمه الحفاظ على التوازن أو الاستعداد لخطر خفي لا يعلمه إلا أصحاب القرارات، والذين يتوصلون بتقارير استخبارتية، يجهل عامة الناس فحواها، وأهدافها، ومراميها المترامية التوقعات!

فهاهي الحروب مشتعلة، أو خامدة تنتظر الضوء الأخضر من هنا وهناك، لتحرق كل شيء بأسماء مختلفة، كضرورة الحفاظ على المصالح القومية، أو الكرامة الإثنية أو القبلية العرقية أو الأوهام التوسعية المرتبطة بافكار تعود لعهود الامبراطوريات القديمة، وزد على ذلك كثير.

ولعل استمرار الصراع الروسي الأوكراني والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمجازر الرهيبة التي ترتكبها الأفكار الصهيونية في حق الأبرياء والذين لا ذنب لهم في سيتسة تتقاذفها الأهداف الاستراتيجيات للبلدان والأقطار بحسب الانتماءات وغيرها، زد على ذلك ظاهرة الدراماتيك التي عرفتها العلاقات الإسرائيلية مع دول كانت بالأمس القريب ترفض أي تقارب مع هذا المستجد! تعد من أبرز مميزات عوالم السياسة الدولية في لسياسة تتسم بتوجسات لا حدود لها، إضافة إلى استمرار الأزمة السورية على حالها، والحرب العبثية في اليمن، والنزاع التركي مع اليونان حول المياه الإقليمية، والتسابق على استغلال الذهب الأسود في البحر المتوسط، وما يحاك حول الثروات النفطية في بحر قزوين، والنزاع المحتمل الناجم عن بناء سد النهضة في إثيوبيا وانعكاساته على الدول المطلة على النيل، والصراع الإيراني المستمر، المذهبي، والعقدي، والانقسامات الكثيرة بين قوى غلبت مصالحها على حساب مصالح شعوبها، يعد من أبرز سمات هذه السنة المنتهية، أضف إلى ذلك الازمة الاوكرانية مع روسيا وما لها وما عليها وارتباطاتها بمفاصل الاقتصاد العالمي اقتصاديا وغذائيا وطاقيا وسياسيا و..! سنة بغموضها وضبابها الكثيف ستغطي لا محالة على أفق السنون القادمة!

زد على ذلك، السياسات الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية، والتي يقودها الرئيس الحالي “بايدن”، بيد أن قراراته كان لها وقع كبير على الساحة الدولية, اقتصاديا، وسياسيا، وبيئيا واجتماعيا، هذا ناهيك على التخوف الكبير للعالم الرأسمالي من الزخف التنموي للتنين الصيني المخيف للبعض، والمؤثر، مما حول العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى حروب تدار في الخفاء، حروب عنوانها الابتزاز السياسي، والانقلابات، والتسابق على تقديم المعونات والمساعدات، بهدف كسب مزيد من النفوذ على مستوى القارات الفقيرة، كإفريقيا وبعض دول آسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، وزد على ذلك كثير! وهذا لوحده لدليل آخر على طموح الألم ورغبته في التوسع، على حساب نقطة الأمل، التي تترجى العودة للفكر الإنساني الخلاق، المبني على احترام التعدد والثقافات، وتقدير قيمة المشترك البشري من شجر وتربة وهواء وتنوع بيولوجي جميل وحياة هادئة، حياة يأبى الإنسان بطغيانه وجبروته الجبان، تركها على مساراتها وسيرورتها الطبيعية الكونية!

كما أن العودة المحمومة لصراع الحضارات والثقافات، وتغذيته من طرف ثلة ممن يدعون التنظير، لدليل آخر على أن الفلسفة المبنية على احترام الاختلاف والخلاف ذاهبة لقبر مظلم عنواه المزيد من إشاعة الحقد والكراهية بين المجتمعات والتجمعات السكانية والدول التي قدر لها أن تضم خليطا من الأجناس والأعراق والديانات والمعتقدات!

حقد هدفه الوحيد، هو تعميق الجراح، وطغيان ثقافة الموروثات التي تدعي كلها أنها على حق، رغم ان الحق لا زال يشكل لغزا عظيما، يترجمه هذا الكون الشاسع الذي يضم ملايير المجرات، ويجهل الإنسان المخلوق الطاغية! ماذا يسود في تلك العوالم، والتي عجز العلم لحد الآن على حسم ومعرفة جبروت الله في خلق لامتناهي، يعلمه هو وحده سبحانه وتعالى.

بيد أن الأمل مهما حوصر، فعملته ستبقى دائما وأبدا نادرة ولا تقدر بثمن، أمل تحمله القلوب الطيبة والعقول الراجحة، المنفتحة، الخصبة، المؤمنة بحقوق الإنسان، في نطاق احترام الثقافات والعادات، وبيئة تربية المجتمعات، أمل يتلخص في العادات الإجتماعية، والتعاون وفتح أو إلغاء الحدود الوهمية، والبحث عن المشترك ومحاولة خلق عالم جديد، يسود فيه القانون والإنسان العاقل، لا الإنسان المدمر، الخائن للطبيعة، تلك الطبيعة المتاصلة في الحياة، أمل في التقليص من الفقر ومحاربة الهشاشة، من تسول، أمية، بطالة، مع البحث عن آليات جديدة لوضع حد للجرائم البشعة، من قتل واغتصاب وغيرها من الانحرافات السلوكية المرضية، والمؤثرة على السلامة الطبيعية و الحياة ككل، أمل الحياة الهادئة العادلة، القيمة المتنوعة، المفعمة بالأخوة والمحبة، تلك هي نقطة الأمل وسط أمواج بحر غارق في الألم!

يا إنسان الأمل المزيف!! حاول إقناع الجهل ولو بالرجوع لصواب البصيرة المتزنة، صواب اسمه المزيد من التعقل،   قبل تخريب بارقة ما تبقى من سلام الأمل الحزين!!


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اشتعال المعارك بين الجيش ومليشيا الحوثي في محافظتين وهذا الطرف المنتصر

بوابتي | 570 قراءة 

ليلة حمراء في الفاخر.. قوات مشتركة تتسلل خلف خطوط الحوثيين وتقضي على مجموعة داخل منزل قيادي بارز

مأرب برس | 474 قراءة 

تنفيذاً لتهديدات المشاط .. محاولة حوثية فاشلة لاختطاف طائرة جديدة لـ"اليمنية"

نيوز يمن | 408 قراءة 

شاب يقتل زوجته الشابة بسبب كسوة العيد في عدن

كريتر سكاي | 334 قراءة 

عاجل : عضو بمجلس النواب: محاولة اختطاف طائرة اليمنية من قبل الحو ثيين

كريتر سكاي | 294 قراءة 

بريطانيا تدق ناقوس الخطر: دعوات لإلغاء اتفاق ستوكهولم وسط انتقادات دولية

المرصد برس | 270 قراءة 

بريطانيا تتحدث عن خطأ كبير .. ويدعو إلى إلغاء اتفاق ستوكهولم

نيوز لاين | 254 قراءة 

استقرار أسعار الصرف في اليمن اليوم بعد الانهيار المخيف خلال الأشهر الماضية

المشهد اليمني | 218 قراءة 

صحيفة أمريكية: ترامب اتخذ "الخيار الأسوأ" بشأن الحوثيين

المنتصف نت | 208 قراءة 

الرئيس اليمني: روسيا ترفض تزويدنا بالدفاعات الجوية لهذا السبب

المرصد برس | 206 قراءة